الأربعاء، 26 يوليو 2017

شروكين و الشروكيين - Gilgamesh Sumerian

توكد الدراسات للغة السومريه العراقيه القديمه بأن كلمه ( شروكي ) لها مفهوم آخر وهي جملة مركبة من كلمتين ( شرو – كين ) وتعني المواطن الأصلي في اللغه السومريه , ومما لايخفى على الكثير بأن اللهجه العراقيه الحاليه فيها الكثير من الالفاظ السومريه والأكديه وغيرها من لغات حضارات العراق القديم ,كلكمة ( ماكو – اتي  – سليمه – مسكوف – عزا ) 
وغيرها من مئات المفردات التي مازلنا نستخدمها في لهجتنا العراقيه, وكلمة ( شروكي ) واحده من هذه الكلمات التي لازالت متداوله في عصرنا , ولكن قد تم تحريف معناها من اللغه السومريه والتي تعني المواطن الأصلي , حيث يذكر الدكتور فوزي رشيد في كتابة سرجون الأكدي بأن الأسم الحقيقي للأمبراطوار الأول في التاريخ سرجون الأكدي هو ( شروكين ) والتي تعني الملك الاصيل او الملك الثابت في اللغه الأكديه , وهذا ما يدل على ان كلمة ( شروكي ) لها معنى نبيل وشريف في اللغات العراقيه القديمه , وقد تم تحريف المعنى الأصلي عن قصد وذلك بسبب الغزوات المغوليه والفارسيه والعثمانيه التي مرت على العراق والحكومات المتعاقبه التي حكمته والتي اهملت مناطق البلد وخاصة المناطق الجنوبيه منها بسبب عقيدتهم.

ويعتبر سرجون الأكدي ( شروكين ) اول حاكم يوحد العراق واقوام بلاد الرافدين  في عام 2340 قبل الميلاد واقامة امبراطوريته الأولى في التاريخ , وهو يعتبر بذلك ابو العراق القديم لذلك قام المستعمرون بتسمية كل ابناء العراق بالشروكيين اي ابناء سرجون , حتى يتم تمييزهم من مَن جاء مع المستعمر وبذلك يصبح البابليون والكلدانيون والسومريون والأكديون وكل الأقوام التي عاشت على ارض العراق شروكيين اي سكان البلد الأصلي لأنهم يعودون الى موحدهم سرجون الأكدي ( شروكين )


............................................................................................................

مصادر داعمه للبحث

سرجون الاكدي - د.فوزي رشيد

نارام سين - د.فوزي رشيد

من تراثنا اللغوي - د.طه باقر


اللسان الاكدي - الاستاذ عيد مرعي 

الاثنين، 24 يوليو 2017

الشيطان في العراق القديم - Gilgamesh Sumerian
( علي اركان  )



يسأل الجميع هل هناك عقيدة الشيطان في الحضارات

الاجابة نعم

منذُ بداية الخليقة عرف الإنسان أن هناك خير وشر، وعرف ذلك من خلال نفسهِ وسلوكه ونوازعه ، ومن خلال الطبيعة التي كانت قاسية عليه لدرجة تصور معها بأن هناك قوى غيبية حوله تتحكم في مصيره وحياته اليومية.




كما ان قاعدة الحياة تقول لكل شيء معاكس 

فالموت معاكس الحياة و الحرب معاكس السلام و الشيطان معاكس الاله 

الشيطان في الديانات الابراهيمية هو رئيس الملائكة الذي طرده الاله من رحمته و السبب رفضه السجود لادم 


عرف بالمسيحية بأسم لوسيفير - Lucifer 

عرف بالاسلام بأسم ابليس = Ables

لكن الشياطين في العراق القديم لم يكونوا سبب خطايا البشر بشكل الحقيقي 

في العصر السومري لم يكن هناك ذكر للشياطين بقوة لانهم قد امنوا ان الخطيئة تولد مع الانسان و بهذه الفكرة برر السومريين موت بعض الرضع عند ولادتهم او موت امهاتهم.

لكنهم امنوا بوجود الشياطين 

ويمكن ان نستدل بالواح اسطورة تموز و عشتار لهذه الحقيقة . 

التي تقول ان جيش الشياطين قد لاحق انانا لاخذها للعالم السفلي اما اخذها هي او بديلا عنها .


فوقع الاختيار على تموز.

هنا يمكن الوصول الى النقطة التي يتسأل فيها البعض هل الشياطين موجودين في الحضارات القديمة ؟

قد اثبتت الالواح التي تعود الى 5000 عام ان الفكر الانساني احتاج الى العقائد الروحية لتبرير بعض الامور التي تحصل معه 

 فقد برر القدامى ارتفاع درجات الحرارة و الجفاف على انه بسبب بازوزو

قد قدم القدامى الاضاحي و النذور الى لاماشتو اثناء الحمل من اجل الخلقة التامة للمولود

لكن الان قد ولد لدينا سؤالين 

الاول ما هو موقع هذه الشياطين ؟


الثاني ما علاقتها بالعقائد الدينية ؟


السؤال الاول تجيب عنه كل من اشور و بابل

خلف حجاب الموت يقبع الشر ...


امن البابليون و الاشوريون بوجود سبعه الهه شياطين مسؤولين عن العالم السفلي و القابعين فيه 

و هم كل من نسروخ - ليليث - بازوزو - لاماشتو - شيدو لاماشتو - اميدوكو - اساج

هنا نلاحظ اختلاف المنحنى الفكري حيث ترقى بعض الشياطين لمنصب اله

و ذلك يعود الى الحاجة الغيبية لتفسير المشاكل و الحروب و الامور الشريرة التي تحدث

تصدرت ليليث الواجهه من دون هولاء السبعة احيكت عن ليليث الكثير من الاساطير و الحكايات 

ذلك خلال الألفية الثانية والأولى قبل الميلاد ...

يقول فراس السواح انها عشتار العالم السفلي 

من هذه القصص اغراء الشباب الى المعابد في ظلامات الليل و تفريق المحبيين

نسروخ و اساج كانوا هم الالهه المتمردون على سلطة الالهه السماويين 

حيث يذكر ان اساج استغل غياب اله بابل الاعظم و سيطر على قصر السماء و نشر المرض و الموت في بابل 

من منطلق اينما وجد الخير يوجد الشر ...

اوجد البابليون هولاء السبعه ليمثلوا الوجه الاخر للالوهيه المحب للفوضى و الدمار 


ترقى بعض هولاء الى منصب الالهه الاعظم و هو ما يعد شذوذ غير اعتيادي يالفكر الرافدي 

فقد عمد الملك الاشوري سنحاريب الى عبادة نسروخ دون اشور ذلك ادعائا من سنحاريب ان شاهد نسروخ و وعده بمساعدته في حكم العالم 

حسب الاعتقاد البابلي ان بازوزو كان المسؤول الاول عن الجفاف 

بينما لاماشتو هي المسؤوله عن العاهات المتسديمه بالاطفال وذلك بسبب كونها ابنه غير شرعيه لاله السماء فقررت الانتقام من كل طفل يولد

اما اميدوكو فهو قابض الارواح اضافه الى الاف الشياطين من حراس البوابات و العالم السفلي


وهنا نصل الى انه فكره الشياطين موجودة في بلاد الرافدين لكن ليس في نفس الصورة الحالية 


هنا ننتقل للشطر الاخير و هو علاقة الشيطان با المبدئ الديني 

يقول فراس السواح في واحدة من مقالاتهِ: لم تكتمل ملامح الشيطان الكوني في تأريخ الديانات الإنسانية إلا مع الديانة الزرادشتية التي أسسها النبي زرادشت في زمنٍ غير مؤكد من النصف الأول للألف الأول قبل الميلاد



وهذا ما يقوله غالبية العلماء والباحثين الذين يعتقدون بأن جذور فكرة الشيطان بدأت مع بداية الدين الزرادشتي في إيران.  حيث يُعتبر زرادشت واحداً من أهم الشخصيات الدينية التي أثرت على مجرى الحياة الروحية عبر تأريخ الحضارة، ولا تكمن أهمية هذا النبي في مدى الإنتشار الجغرافي والزماني للديانة الزرادشتية التي قامت على وحيهِ وتعاليمه بقدر ما تكمن في مدى تأثير أفكاره على الديانات العالمية اللاحقة ومنها الديانات التوحيدية

يقول فراس السواح

ورغم وجود الكائنات الما ورائية الشريرة في جميع المُعتقدات الدينية عبر التأريخ، إلا أن زرادشت كان أول من تصور وجود مبدأ كوني للشر، هو عِلَة الفساد والنموذج البدئي لكل الشرور المتبدية في العالم، وجَسَد هذا المبدأ في شخصية ما ورائية هي الشيطان 

وفي منظور اخر ان فكرة الشيطان كمبدأ شمولي بدأت بشكلها الجنيني في الديانة المصرية القديمة وبلاد الرافدين ولكن من دون أن تصل بها إلى غايتها وتضعها في إطار آيدولوجي متسق ومتكامل. لكن الفكرة الكاملة ظهرت فيما بعد في تعاليم زرادشت ودخلت في صميم مُعتقدات يَدين بها اليوم أكثر من نصف سكان العالم. ومن أسباب ظهور فكرة الشيطان هي تحول مفهوم الأخلاق من الشأن الدنيوي إلى الشأن الديني

الزرادشت كان لهم وجود قوي في بابل بسبب العلاقة الوثيقة بين بابل وميديا 

اختلط اليهود مع الزرادشت بعد السبي لتنتقل معتقدات هولاء الى الفكر اليهودي 

و حتى بعد سقوط بابل و قرار الملك كورش باعادة الشعوب الاسيرة الى موطنها الى ان ذلك لم يحدث بيوم وليلة بل استغرق الامر 100 عام 
تقول كتب الزرادشتيين أن الرب الأعلى قال لزرادشت بأن الروح الخيرة هي (أهورامزدا) الإله العاقل، والروح الشريرة هي (أهريمان) الشيطان.
لكن هذا لا يغير حقيقة ان التوراة امتزجت مع الادب البابلي و الزرادشت  لتكون الصورة الفعلية اليوم 

حيث ان التوراة ذكرت ليليث بين نصوصها على انها زوجة ادم الاولى التي رفضت الطاعه لزوجها فعاقبها الاله بالطرد من الفردوس و موت مئة ابن لها يوميا فاقسمت على ان تقتل ابناء ادم و حواء

و هي ما تعرف اليوم بالفكر المحلي بالعراق حاليا بالتابعه التي تتسبب باجهاض الحوامل او عدم حمل المراة من الاساس  

ظهرت ليليث بالسحر و الشعوذه وذلك على ايدي العبرانيين في بابل و هذه احدى الادله على تاثرهم ببابل

حيث يقول ويلز: خرج اليهود من بابل و معهم الشطر الاكبر من التوراة 

ما يثبت ان التوراة لم تدون في يهوذا بل دونت داخل اسوار عاصمة الكون بابل 

و هنا يكون جلي لدينا التأثر الديني لليهود بالادب الرافدي 

قد يتسال البعض كيف يصل الفكر الزرادشتي الى بابل 

الامر سهل جدا و ذلك بفضل العلاقة المتينه بين بابل و ميديا التي كانت تدين به

و يذكر ايضا ان الملكة ميديا زوجه نبوخذنصر الثاني ماتت على ديانه الزرادشت

كما يقول بليافسكي: كانت بابل مدينة صاخبة تجذب اليها الناس كالمغناطيس 

بابل عاشت عصرا ثقافيا مزدهرا في عهد السلالة الذهبية 

حيث كانت مكانا جميلا و صاحبة مناخ جيد لنشر الافكار الفلسفية 

و قد اجمع عدد من اساتذه الاديان و التاريخ القديم ان الاديان قديما لم تكن تمتلك الفكرة الحالية عن الشيطان الا بعد ظهور الزرادشت و انتشار الامبراطورية الاخمينية و الساسانية 
حيث يقول استاذ الاديان ( غريغوري رايلي )


لقد عاش بنو اسرائيل من دون فكرة الشيطان حتى وصلوا الى بابل

ثما يعود رايلي و يقول 

ان الجلي و المعلوم لدينا ان بنو اسرائيل عرفوا الشيطان بعد الانخراط بالزرادشت 



وكما هو واضح الان انه من بني اسرائيل وصلت هذه العقيدة الى المسيحية ومن الاخيرة  وصلت الى الاسلام 

و من النصوص المتشابة 

هو وصف سنحاريب لنسروخ كانسان براس نسر و مخالب و اجنحه خفاش 


و في سورة نوح بالقران الكريم 

بسم الله الرحمن الرحيم

وَ قَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَ لا سُوَاعًا وَ لا يَغُوثَ وَ يَعُوقَ وَ نَسْرًا 

صدق الله العلي العظيم


من يقرا هذه الاية الكريمة نجد و جه التشابه مع الاله الشيطاني نسروخ



ما يوصلنا الى عمق المعرفة الحقيقية ان الشيطان تطور بمرور الزمن و تعاقب الاجيال و الاديان و ذلك بسبب تطور الفكر البشري و انتاج اجيال فلسفية جديدة من اهمها الزرادشت و الابراهمية

والحقيقة أن الزرادشتية قدمت في حقل الدين الكثير من الأفكار التي كانت جديدة في هذا الميدان والتي لم تتطرق لها الأديان سابقاً، رغم أن وجود الكائنات الخرافية الشريرة الغيبية كان حاضراً على الدوام في خارطة فكر بقية الأديان الأرضية السابقة للزرادشتية، لكن زرادشت أوجد مبدأ كوني للشر، وجسد هذا المبدأ في شخصية خيالية غيبية هي "الشيطان" والتي إستوعبها بكل سهولة كل من إطَلَعَ عليها، ولسبب بسيط هو أن كل نفس بشرية تتنازعها عوامل الخير والشر الطبيعية بحيث أصبحت فكرة “الشيطان” ملائمة جداً لسد الفراغات الفكرية التي أحدثها وجود الشر في نفس وعالم الإنسان



ما يوصلنا ان فكرة الشيطان تطورت مع زرادشت 

ما يوصلنا ايضا الى نكران الاراء التي تقول ان الشيطان من صنع التوراة 

في الاسفل سوف اذكر بعض الاصحاح التي صورة الشيطان 

 تصف الشيطان بأنه (ملاكٌ ساقط). وأول ظهور للشيطان في التوراة -مطلع سِفر التكوين- كان في تقمصهِ (الحية) التي أغوت حواء على أكل التفاحة في جنة عدن. بعدها يظهر الشيطان في سفر أيوب (1: 6-12). أما في سِفر أشعياء (إصحاح 14) فنجد صورة رمزية للشيطان والذي دُعَي ب زهرة بنت الصبح - قاهر الأمم. وفي سِفر حزقيال (إصحاح 28) يُخبرنا الكِتاب عن قصة سقوط الشيطان وبصورة رمزية أيضاً


و هذه الاقتباسات من ادب الرافدين و الزرادشت  اثرت سلبا على شخص الاله في التوراة 

من خلال قراءة التوراة نجد دمجاً وخلطاً غير متناسق للإله يهوة مع الشيطان في شخصية واحدة شبه توأمية يلعب فيها يهوة الدورين ربما بكل ذكاء أو كما يبدو أحياناً بغباء وفوضوية عُرف بها كَتَبَة التوراة البشريين. كذلك نُلاحظ أن شخصية الشيطان لا تلعب دوراً هاماً أو رئيسياً متواصلاً وواضحاً كما يُفترضُ بها، ويكاد (سِفر أيوب) يكون السِفر الوحيد تقريباً لظهور وتفعيل شخصية الشيطان بصورة واضحة


وكما يعتقد بعض الكُتاب والمُفكرين .. فإن أسباب ذلك الإشكال تعود لكون الإله (يهوة) هو الذي يحمل كُلاً من أقطاب الخير والشر معاً، على عكس الإله في الدين المسيحي!، وإزدواجية الخير والشر تظهر واضحة وجلية في الأسفار والإيات التالية مثالاً وليس حصراً

بعض النصوص المتداخله في مضمونها من التوراة

يقول يهوة في سِفر (إشعيا 76,45): [ أنا الرب وليس آخر، مصوراً النور وخالق الظلمة، صانع السلام وخالق الشر، أنا صانع كل هذا] ( غرور )

كذلك يقول في سِفر (يشوع 15.14,11): [ الخير والشر، الفقر والغنى، الحياة والموت، من عند الرب ] ( هل يتحدث عن اخر ؟ )

وفي سِفر (التثنية 42.39.32): [ أنا أُميتُ وأُحيي، سَحَقتُ وإني أُشفي، إذا سللتُ سيفي البارق وأمسَكَتْ بالقضاءَ يدي، أسكرُ سهامي بدمٍ ويأكل سيفي لحماً بدمِ القتلى والسبايا ومن رؤوس قوات العدو ] ( هولاكو يتحدث )


كذلك نراه في (مزمور 8.7,18) يغضب ويُخرِجُ دخاناً من أنفه وناراً من فمهِ !. وفي (حبقوق 6.4.3) نرى أن الوباء يسبقه ومن بين أقدامه تخرج الحمم

كل هذه الفوضى الإلهية تقول لنا أن يهوة إله اليهود يحمل في شخصيتهِ معالم الشيطان أكثر مما يحمل معالم الرحمن أو صورة الرب الذي عرفناه في المسيحية والذي يرمز للمحبة والسلام والتسامح



حيث يقول بولس الرسول ( لا يمكنك أن تشرب من كأس الله والشيطان )، و هذا تفريق واضح بين الرب كما تصفه المسيحية و بين الشيطان 



من الامور التي اتفق عليها التوراة والانجيل و القران مع الادب الرافدي

الملاك الساقط في الإبراهيمية ، وأشهر هؤلاء الملائكة هو (لوسيفر - حامل الضياء): أشعياء

تقول الاديان السماوية إن “لوسيفر” او ابليس  كان أحد ملائكة الله، لكنه رفض أن يكون آدم أعلى منه شأناً فتمرد على الله، وقام الله بإلقاءهِ من الجنة إلى جهنم ، وأثناء نزولهِ ظهر على شكل نجم ساقط، لِذا سُميَ ب “الملاك الساقط” أو النجم الساقط

و هذا يتطابق مع ادعائات سنحاريب و مشاهده نسروخ كنجم سماوي

القرأن  ذكر إبليس مرات ومرات، لكن تبقى أهم تلك القصص هي قصة “إبليس”الذي كان أصلاً من الجن العابدين لله، فرفعه الله إلى منزلة الملائكة، وحين خلق الله آدم من تراب وطلب من كل الملائكة أن يسجدوا له، أبى إبليس أن يسجد، لأنه مخلوقٌ من نار وآدم مخلوقٌ من طين، فغضب الرب وكاد أن يفني إبليس، إلا أن إبليس طلب من الله أن يُمهلهُ إلى حين موعد يوم القيامة،





اما هنا  فنجد التطابق مع اساج الذي استغل غياب مردوخ و تمرد على قصر الايساجيل

و عندما عاد الاخير كاد ان يفني اساج من الوجود الى ان الهه العالم السفلي اريشيكغال و نركال وليليث توسطوا له فعفا عنه 

لكنه عاقبه بالبقاء في العالم السفلي و عدم الصعود الى العالمين العلوي و الدنيوي الى ابد الابدين 

ومن  أفكار العرب عن الشياطين ما ذكره كِتاب ( المستطرف في كل فن مستظرف ) عن نوع من الشياطين يسميهم العرب ب ( القطرب ): وهم يظهرون في اليمن وفي أعالي صعيد مصر، ويقولون أن واحدهم يلحق الإنسان فينكحهُ .. فيُدود دبره ويموت


رغم سخافه الفكرة الى اننا نجد تطابق مع الافكار في بابل على اختلاف المضمون و تشابه الجوهر 

في معتقدات البابليون ان الالهه ليليث كانت تاتي الى الشباب الوسيم في ظلمات الليل الى المعابد من اجل ان تعاشرهم 

و هذا ايضا واضح في التوراة حيث ان عقيدة التوراة تقول ان ليليث بعد مات ابنائها بسبب قرار الرب و انه في كل يوم يموت لها 100 ولد 

اصبحت تجوب الارض و تعاشر الشباب من اجل الانجاب الى انها اصبحت عاقرا

و هنا نصل الى امكانية القول ان الشيطان خرج من بلاد الرافدين ليتطور و يتبلور الى الهيئة الحالية بفعل الفلسفات المتعاقبة و التغير الفكري 

بعد انفتاح العالم القديم على بعضه و ظهور الاديان الابراهيمية 

و كما تحدثنا و بينا و فسرنه النصوص يبقى للحديث بقية و نظرة اخرى 

و كما تبين لنا ايضا من خلال كل معلومات هذا البحث نرى أن فكرة وشخصية الشيطان بدأت مع بدايات حس وإنتباه البشر على ما حولهم من معميات حياتية، والتي رافقت البدايات الأولى لهؤلاء البشر القدماء على سطح الأرض، ذلك الحس المتولد بسبب الخوف والقلق وعدم فهم ما كان يُحيط بذلك الإنسان من ظواهر الطبيعة وغموضها وغرابتها والتي لم يكن يملك لها تفسيراً في عقلهِ . وكما ينمو الزرع من بذرة صغيرة .. كذلك نمت فكرة بدائية بسيطة جداً عن وجود خير وشر وظلمة ونور وجيد وسيئ ونظام وفوضى والتي تحولت جميعها خلال آلاف السنين إلى  عفاريت وجن وأرواح شريرة وغيرها إلى أن وصل التفكير والمخيال البشري قبل بضعة آلاف من السنين إلى مفهوم عالمي واحد هو “الشيطان” المعروف في مفاهيم اليوم

كتابة و بحث و تدقيق 

علي اركان( GILGAMESH SUMERIAN )


............................................................................................................

و في النهاية يبقى الشيطان مخلوق ما ورائي ولد و ترسخ في الفكر البشري من الازل مع اختلاف صورته و صفاته و مسمياته و سوف يبقى لغزا يحير الاذهان القادمة و المتقدمة و يبقى هذا البجث المتواضع نظرة خاطفه على هذا المخلوق الما ورائي على مر العصور و الازمان من العراق القديم و الى هذا وكيف تطور مع تطورنا 

مصادر داعمه للبحث

انجيل بابل - خزعل الماجدي

متون سومر - خزعل الماجدي

الاساطير السومرية - صموئيل كريمر

ديوان الاساطير - قاسم الشواف

لغز عشتار - فراس السواح

الرحمن و الشيطان - فراس السواح

مدخل الى نصوص الشرق القديم - فراس السواح


مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة - طه باقر

اسرار بابل - بليافسكي

قصه الحضارة - ول ديورانت 

مأساة تموز - عبدالواحد فاضل

حضارة العراق - طه باقر و ثامر سلمان و عبدالواحد فاضل

موجز تاريخ الانسانية - يوفال هراري

معالم تاريخ الانسانية - ويلز

زرادشت و الزرادشتية - الشفيع الماحي احمد

الديانة الزرادشتية ملاحظات واراء - اسامة عدنان يحيى

على دروب زرادشت - ستيبان اودويف

كورش الاكبر - صالح صابر 

الحضارات القديمة - ف.دياكوف 

وثائقي قصه الاله - مورغان فريمان

اليهود عبر التاريخ - سليمان ناجي

تاريخ اليهود - يوسيفوس

اليهود في تاريخ الحضارات الاولى - غوستاف لوبون 

ناريخ يهود العراق - احمد سوسة 






الجمعة، 21 يوليو 2017

احيقار الحكيم - Gilgamesh Sumerian



كانت الأسفار الحكمية في العهد القديم تعتبر أقدم النصوص التعليمية المدونة ، والحقيقة أن ذلك شهادة زور على العهد القديم ، إذ تبين و بالتحقيق العلمي الدقيق، أن الحكمة نبتت على ضفاف الرافدين و نمت و ترعرعت حتى امتدت فروعها إلى الشعوب المجاورة و ما بعدها ، بدءاً بالسومريين و مروراً بالأكديين والبابليين وانتهاءاً بالأشوريين الذين في عهدهم أينعت الحكمة وازدهرت على لسان «احيقار» وزير الملك سنحاريب الأشوري.
بطاقة احيقار الشخصية 
هو شخص عاش فعلاً في زمن الملكين الأشوريين سنحاريب (704-671 ق. م) و ولده آسرحدون و كان مستشاراً أو وزيراً لهما، و كان حكيماً عظيماً ذا مال وفير و معرفة و رأي و تدبير. لم ينجب ، فتزوج عدة نساء ، ولكنه بقي من دون وريث. أشار عليه العرّافون والمجتمعون أن يذبح للآلهة ، ولكنه لم ينل مبتغاه. إلا أنه سمع صوت الإله يوماً يقول له: خذ نادان ابن أختك واجعله وريثك ؛ علّمه علمك ، ولقّنه حكمتك ، فأخذ نادان ، و كان لا يزال رضيعاً، واعتنى بأمره. ولما شبّ علّمه الكتابة والقراءة والأدب والحكمة والعلوم. وبعد سنوات، كبر احيقار و شاخ ، فأشار عليه الملك أن يعيّن من يخلفه في منصبه. فأجابه أنه قد اتخذ من ابن أخته ولداً، فأمره الملك بإحضاره ، وعجب لأدبه وحكمته ، فوافق على تعيينه خلفاً له. فأخذ خاله احيقار يبذل النصح له، ويطلعه على أسرار النجاح في مهمته، سارداً له تجاربه في الحياة.
إلا أن نادان يخيّب آمال خاله ومربّيه ، فيصبح خاله وأهله عرضة لتقولات شتى ، حتى يضطر احيقار أن يعاقب نادان ويسترد منه الميراث، مانحاً إياه إلى الأخ الأصغر، فيحقد نادان على خاله ، ويضمر له العداء، ويدبر خطة للإيقاع به، فيلجأ إلى طريقة دنيئة، إذ يدس على احيقار خطابين موقّعين باسمه : الأول موجه إلى ملك الفرس، والثاني إلى فرعون مصر، يظهر احيقار في كليهما خائناً لوطنه وملكه ، إذ يطلب من الملكين المجيء إلى بلاد آشور لكي يتسلّما المملكة بغير حرب. ويقع الخطابان في يدي الملك وفق الخطة المرسومة، ويزوّر نادان خطاباً ثالثاً موجهاً من قبل الملك إلى احيقار يطلب إليه أن يجمع العساكر ويحضر في موقع معين، فيطيع احيقار وتثبت التهمة عليه، ويتأكد الملك هكذا من خيانته، فيصدر أمراً بالقبض عليه وقطع رأسه.
وتشاء الصدف أن يكون احيقار قد أنقذ سابقاً الرجل الموكل إليه أمر إعدامه ، فيدبّر هو وامرأة احيقار أمر نجاته ، وينفذ الحكم بأحد المحكوم عليه بالإعدام ، في حين يختبئ احيقار في مخبأ حديقة الدار لا يعلم به أحد.
تمرّ السنون ، ونادان مكان خاله مستشاراً للملك، لكنه غير متزن وضعيف الرأي، فيستغل فرعون مصر الفرصة لإحراج ملك آشور، فيبعث اليه مرسالاً يخيّره بين أمرين: أما أن يرسل من يبني له قصراً يقع بين السماء و الارض فتدفع له مصر الجزية ثلاث سنوات، أو يعجز عن ذلك فيدفع الجزية لمصر.
وإذ يجمع ملك آشور العلماء والحكماء والعرّافين ويعرض الأمر عليهم، يقرّ الجميع بعجزهم، ونادان كان أشد عجزاً منهم
. فيغتمّ الملك غمّاً شديداً، ويأسف على قتل احيقار الحكيم، ويطول حزنه حتى يمثل السيّاف بين يديه ويصرح بأنه قد أبقى على حياة احيقار اعترافاً له بالجميل، فيستدعيه الملك ويعرض عليه رسالة فرعون مصر. فيرضى بالسفر إلى مصر متحدياً فرعونها، وتقول الروايات انه لما مثل بين يدي الفرعون طلب منه أن يحضر كلساً وحجارة وطيناً لبناء القصر المطلوب وكان احيقار قد ذهب بنسرين وعلَم ولدين الركوب على ظهرهما . فأطلق النسرين وقد ركبهما الولدان فارتفعا في الجو . وبدأ الولدان يصرخان من فوق : وصلّوا إلينا الأحجار والكلس والطين لنبني قصراً لفرعون فانخذل فرعون و شعر باليأس واقر بمهارة احيقار وحكمته .ويرجع احيقار الحكيم إلى نينوى غائماً ظافراً معززاً مكرّماً، مثقلاً بالهدايا، ويجري له استقبال حافل وكأنه منقذ البلاد.
وينتقم احيقار من نادان ، فيربطه بسلسلة حديد، ويلقيه في مكان مظلم، ويؤنبه بكلام و حكم قاسية. و تقول القصة أن نادان انتفخ حتى انفجر ميتاً.

.....................................
مصادر داعمه للبحث

احيقار الحكيم من الشرق الادنى القديم - انيس فريحة

ادب الحكمة في بلاد الرافدين - صلاح سلمان 

آثر حكمة احيقار في الكتاب المقدس - الاب سهيل قاشا 

الاثنين، 3 يوليو 2017

العــــــلاج النفسي في الحضارة العراقية  /Gilgamesh Sumerian ( علي اركان )

التراتيل السومرية تطورت حتى أصبحت فناً يمارس تأثيراً إرشادياً وإيحائياً فاعلاً في المرضى شريعة حمورابي حررت العلاج من خرافات الكهنة وأوكلته للأطباء
قد يسأل سائل ما: هل كان هناك علاج نفسي في الحضارات القديمة؟ فنجيب: الأمر بديهي، فحيثما وجد الإنسان وعاش، لابد هناك من وسائل يبتكرها لتخفيف ودفع كل ألم يلـّم به سواء كان جسديا أم نفسياً . وفي هذه الإطلالة الموجزة سنلخص بعض إنجازات العراقيين القدماء في هذا المجال، برغم أنها لا تستوفيها كلها.
السومريون

كان مفهوماً لدى السومريون أن للأمراض أسبابها وعلتها، وقد عرفوا بمبدأ مشهور أن لكل داء دواء. لذا علا شأن الطب عندهم، ولكنه ظلّ يختلط بالدين والطقوس المتعلقة به. فالمرض لا يمكن شفاؤه إلا إذا طردت الشياطين من جسم المريض، لأن الأمراض تنشأ من تقمصها هذه الأجسام. ويشمل هذا الإنسان والحيوان على حد سواء.

واتخذ السومريون أساليب في العلاج نابعة من تنظيراتهم الشمولية للكون والإنسان وتصوراتهم عنهما. وقد دلتنا الرقم الطينية التي عثر عليها أن مظاهر تلك المعالجات تأتي مقرونة دائما بطقوسهم الدينية، و باسم اله من الآلهة يكون مكلفاً بمهمة خاصة في الشفاء. فقد عبدوا (ايرو) اله المرض والوباء ،إذ كانوا يحضّرون لطقوس الشفاء في مراسيم خاصة، فيجلبون معهم آلاتهم، وينشدون التراتيل، ويحملون التعاويذ والنذور، بوجود شخص يتصدر هذه المراسيم يكون له سطوة وذا مكانة دينية معروفة. وتعزى الأمراض في هذه التراتيل إلى الشياطين، فيكون العلاج بالدرجة الأولى عن طريق التعاويذ والرقي.

ونجد في طرف آخر أن السومريين قد عبدوا (ايا) اله الحكمة والشفاء، كما عبدوه من بعدهم الاكديون والبابليون والآشوريون. وكان هذا الإله يتردد ذكره كثيراً في النصوص والتعاويذ السحرية والأدعية والصلوات الدينية والحكمة والطبابة. فإذا ما أصيب إنسان ما بمرض من جراء دخول(الأرواح الخبيثة) في مكان ما من جسمه، فإن الإله (ايا) يخرجه من جوفه وينقذه منه؛ بمعنى أن مهمة اله الشفاء تتمثل في قدرته على شفاء الأرواح المعذبة وتحرير المرضى الواقعين تحت رحمة المرض، الذي غالباً ما يكون مصدره شراً من خارج الإنسان.

ويلاحظ أن تركيز السومريين على التراتيل في العلاج وعنايتهم الفائقة بتأليفها حتى أصبحت فناً راقياً ومتطوراً، يعدّ دليلاً على أهمية الكلمة وما لها من أثر توجيهي وإرشادي وإيحائي في المريض.

أما الطبيب فكان يتمتع بمكانة اجتماعية عالية بعض الشيء. وكان يُعرف في اللغة السومرية بلفظة (آ √ زو) التي تعني ترجمتها الحرفية بــ (عارف الماء). أما أول طبيب سومري ورد ذكره في الألواح الطينية مارس الطب آنذاك، فيدعى (لولو). ونرى أن سبب تسمية الطبيب بعارف الماء يعزى لما كان للماء من مكانة طقوسية في التطهير وأسباب الحياة التي يمد بها الإنسان.

ونلاحظ أن القائم على العلاج(النفسي والروحي) يكون بمثابة (واسطة) تتم من خلالها عملية التوصيل. وتكون إجراءاته مصحوبة بسلسلة من التحضيرات مثل مواد معينة وتراتيل. وقد هيمن الماء على تلك المواد الطبيعية، وتحديداً (ماء الحياة) الذي يطهر المرضى من الخبائث وينجيهم من الأمراض ويعين الذين يصيبهم مس من الجنون والذين تقمصتهم الأرواح الشريرة. ولذلك كان يتم إنشاء مراكز الشعائر عند مصبات المياه العذبة.

البابليون كان للحضارة البابلية التي ورثت حضارة سومر، فرادتها وإبداعها وإضافاتها العملاقة في مجالات خصبة لازالت حتى الآن ذات جدوى. ونلمس أول ملمح مهم وجاد في الحضارة البابلية على صعيد الطب والعلاج بمختلف أنواعه، في ما كان لشريعة حمورابي من أثر في تنظيم علاقة الطبيب بالمريض. وكانت أهم الخطوات أن علاج المرض قد خرج إلى حد ما عن اختصاص الكهنة وسيطرتهم، ونشأت مهنة منتظمة للأطباء ذات أجور وعقوبات يحددها القانون. فكان المريض يستدعي طبيباً لزيارته مقابل مقدار معين من المال يجب أن يعطيه نظير هذا العلاج أو ذاك.

إن النصوص البابلية وخصوصاً شريعة حمورابي، تعد عند مؤرخي العلم والحضارة مهمة جداً وخصوصاً في حقل الطب، لأنها تحررت من الممارسات الخرافية واللاأخلاقية. وتمثل ذلك في إضعاف نفوذ الكهنة وحظوتهم عند الناس والإعلاء من شأن الأطباء. فقد كان تأثير الكهنة يأتي من قوة الإيحاء الذي يمارس على المريض، وما ينطوي عليه نفوذهم من جاذبية ومقدرة في سيطرتهم على العقول. فالإيحاء مرتكز مهم في العلاج السحري في الحضارات القديمة، خصوصاً إذا ما كانت ترافقه طقوس وإجراءات تعمق من قوة الإيحاء والإيهام لدى المريض. وقد لا يقل الإيحاء في القديم عن الإيحاء في العصر الحديث في جدواه في العلاج، إذ استخدمت العديد من المدارس الحديثة العلاج النفسي بالإيحاء ومنها مدرسة التحليل النفسي.

وقد تعامل هؤلاء (الكهنة) مع الأمراض العقلية والنفسية و أسبابها من باب (الاستحواذ العقلي والنفسي). فقد عرفوا ماهية المرض من خلال الأرواح الشريرة، وما تنزله في الإنسان من أذى. وهناك خطوة أخرى مهمة كان يقوم بها رجل الدين (الكاهن) تجعل من علاجه ذا جدوى وتأثير بالغ، وهي التدرج في عملية العلاج، إذ نرى خطوات تبدأ من نداء يقوم به الممارس للروح الشريرة التي هي سبب المرض من اجل السيطرة عليها وإبطال نفوذها والقضاء على تأثيرها في المريض من خلال تحويلها إلى مادة محسوسة يتم القضاء عليها، كأن يحولها إلى إناء به ماء ثم ينكسر الإناء أمام المريض فيراق ما به من ماء، أو يحولها إلى تمثال من خزف يربط بجسم المريض ثم يرفع عنه، أو إلى جسم حيوان يوضع فوق جسم المريض ثم يرفع عنه.

لقد عرف البابليون الكثير من الأمراض وربطوها بعوامل نفسية منها الجزع وفقدان الهمة، وفرقوا بين أسبابها. كما استخدم البابليون طرق العلاج بالتنجيم نتيجة اهتمامهم بعلم الفلك والنجوم والأبراج، إذ كان الاعتقاد السائد بينهم أن للنجوم قوة سحرية ومقدسة لها تأثير مباشر في قوة الإنسان النفسية ومزاجه، وإنها تحتوي على إرادة عاقلة. وهنا برز ما يسمى بـ(التنجيم النفسي). فقد حدد البابليون صفات وسمات لكل نجم يتبادل التأثير مع معدن أرضي، وخصوصاً الكواكب السبعة، إذ ربطوا الرصاص بزحل، والقصدير بالمشتري، والحديد بالمريخ، والذهب بالشمس، والنحاس بالزهرة، والفضة الخفيفة بعطارد، والفضة بالقمر. وقد استمرت هذه النظرة في الكثير من فلسفات العالم، إذ بنى بعض الأوربيين في مرحلة القرون الوسطى بعض تصوراتهم النفسية على أساس ارتباط العمليات الكيميائية المعدنية بمواقف الناس ومشاعرهم. فالسيكولوجية المبنية على المعادن وعلاقتها بالنفس والعقل، والتي استحدثها البابليون، أصبحت جزءاً من الفكر النفسي والروحي الأوربي.

ونرى أن هناك تناظر مذهل بين (الكيمياء الذهنية) والسيكولوجيا البابلية. فنزعة الكيمياء الذهنية التي تعتقد بان الأفكار تتجمع في الذهن مثل عملية الاتحاد الكيمياوي بين العناصر وحين تتفاعل في ما بينها تكون عنصراً جديداً، انتشرت في أوربا في القرون ما بعد الوسطى، وتأثر بها المفكر(جون ستيوارت مل) (1806-1873) م الذي اعتقد أن الأفكار البسيطة حينما تتحد فيما بينها تؤلف أفكاراً اكثر تعقيداً.

إن هذه الإطلالة الموجزة، ترسم خطاً بسيطاً وإشارة لافتة، لما كان عليه السومريون والبابليون من تطور في مجالات الطب والعلاج النفسي، ولكنها لا تستوفي الموضوع كله.

 مصادر داعمة للبحث:
* عبد الحميد العلوجي/ تأريخ الطب في العراق
* فاضل عبد الواحد/ سومر أسطورة وملحمة.
* قيس النوري/ الانثربولوجيا النفسية.
* كريمر/ السومريون
* خزعل الماجدي / بخور الالهه
* طة باقر و ثامر سليمان و فاضل عبدالواحد / حضارة العراق
* جورج رو / العراق القديم