الأربعاء، 22 مارس 2017

                                                                ثاني ايام الاكيتو 
 ، ينهض الكاهن الاكبر لمعبد الايساكيلا (الشيشكالو) قبل شروق الشمس اي حوالي الساعة الرابعة فجراً ، بعد ان يغتسل بماء النهر يدخل الى المعبد وحده ويعمل على ازاحة ستار الكتان من على تمثال الاله مردوخ ويؤدي الصلاة امامه ، وهذه الصلاة عبارة عن ترتيلة مزدوجة باللغة السومرية المقدسة واللغة الاكدية البابلية الدنيوية ، وتوضح هذه اللغة الثنائية التبجيل الطويل الامد للاله مردوك ، واستناداً الى كلمات القصيدة التي تبدأ بمديح الاله مردوك كبطل قوي وتعكس دوره البطولي في قصة الخليقة البابلية (اينوما-ايليش) ، يبجل كسيد الملوك ونور الشعب الذي يقرر المصائر ، وجاء في هذه الصلاة :
(( بل (مردوك) في غضبه لا مثيل له
بل الملك سيد كل البلاد
الاله الذي لا نظير لعظمته
الذي كرس الوئام بين الالهة العظام
الذي يسقط الاقوياء بنظرة منه
سيد الملوك ، نور البشرية ، الذي يقدر الاقدار
اه ايها السيد ، بابل هي مسكنك ، وبورسيبا تاجك
كل السموات الواسعة هي مقر اقامتك
اه بل ، بعينك ترى كل شيء
بوحيك تستقر النبوءة
وبيدك قصمت كل الاقوياء
وبنظرة منك تغمرهم الرحمة
انت من ينيرهم ، وهم يلهجون بعظمتك
سيد كل البلاد ، نور الاله الايجيجي المقدس
من لا تكلمه ، لا يتحدثون عن عظمته
من لا تتكلم عن مجده ، لا تكون عظمته لسلطته
اله جميع البلدان ، من يسكن في المعبد ، من يأخذ بيد الضعيف
واهب الرحمة لمدينة بابل 
انظر نحو معبد الايساكيلا
امنح لشعب بابل وتابعيهم الحرية)).
وبعد ان يقدم كاهن شيشكالو صلاته الخاصة يقوم بفتح بوابات المعبد ، عندها ينهض كهنة (اريب بيتي) وهم اعضاء وموظفي دار العبادة ويبدو ان وظيفتهم تتضمن تنظيم الدخول الى المعبد ، وينجر هؤلاء الكهنة طقوسهم الاعتيادية امام الاله (بل/ مردوك) وزوجته ثم يقوم كهنة الرثاء والموسيقى بانجار طقوسهم (هناك ثمانية اسطر مكسورة في النص لا يعرف فحواها) ثم يستأنف النص بعد ذلك ويأتي لذكر (نامبوربي) وهي صيغة اكدية لكلمة سومرية تعني التبديد الملائم للشر من خلال اجراءات التعزيم المحسوبة والمنفذة لابعاد الفؤول الشريرة على اختلافها والتي تبدو من خلال العرافة ، وقد عرفت هذه النصوص في نينوى واشور وكانت عادة تتضمن التقدمات والطقوس والتطهير واتباع الوصفات المعينة لبعض الوقت بعد حدوث الشر المفترض ، وان طقوس نامبوربي هي افعال رمزية لادامة الحياة الطبيعية ، وان ذكره هنا لارتباطه الطقسي بطرد الشر من المعبد في اليوم الخامس

الاثنين، 13 مارس 2017

                                                            اشور هنا البداية

توكولتي نينورتا الأول : هو أحد الملوك الكبار في الدولة الآشورية  و هو ابن الملك الآشوري شلمنصر الاول ، حكم في عصر تقاسمت فيه الامبراطورية الحثية و مصر الفرعونية السيادة على مناطق واسعة من عالم الشرق القديم ، و قد سعى "توكولتي نينورتا" ليجعل من الدولة الآشورية واحدة من اقوى و اعظم دول الشرق القديم ، متبعاً في ذلك سياسة أسلافه ، و لتحقيق هذه الغاية .. شن عدداً كبيراً من الحروب ، و على جهات مختلفة ، وثقها بكتابات أمر بنقشها في مختلف المعابد كان أهمها الكتابات في معبد الإلهة (عشتار أنونيتو) و في معبد الإلهة "عشتار دينيتو" ، فوجَّه قواته شمالاً ، ضد الدويلات الأورارتية 
كما وجه عدة حملات غرباً ، هدفت إلى توطيد النفوذ الآشوري في منطقة الجزيرة السورية ، وصولاً إلى كركميش السورية (جرابلس الحالية) على نهر الفرات . 
و أما أهم إنجاز عسكري حققه ، فكان على الجبهة الجنوبية ، عندما تمكن من احتلال بابل التي كان يحكمها الكاشيين و تمكن من الانتصار عليهم و إنهاء سلالتهم و تمكن بعدها من ضم مدينة بابل إلى حكمه ، ليكون أول ملك آشوري يلقب نفسه ب "ملك بابل" ، كما إستعمل أيضاً لقب "ملك سومر و أكد" و الذي كان الملك سرجون الأكدي أول من إستعمله .
على الصعيد العمراني .. فقد أمر توكولتي نينورتا الاول ببناء مقر ملكي له يبعد عن آشور نحو ثلاثة كيلومترات ، أُطلق عليه اسم كارتوكولتي نينورتا (حصن توكولتي نينورتا) مفضلا الابتعاد عن الطبقة المتنفذة التي كانت تقيم في العاصمة الآشورية.
كانت نهاية "توكولتي نينورتا الأول" هي ، القتل في قصره ، نتيجة مؤامرة حيكت ضده و شارك فيها بعض أبنائه.
« توكولتي نينورتا الاول ، الذي مد يده بالإثم إلى مدينة بابل ، تمرد عليه ابنه "آشور نادين ابلي" و اعوان مدينة آشور ، فخلعوه عن العرش و سجنوه في مبنى بـ«كارتوكولتي نينورتا» ثم قتلوه بالسلاح».