السبت، 31 ديسمبر 2016

                                الملاك الطاهر

(شهيدة العمل الإنساني ... الملاك الطاهر ")
السيدة الفاضلة عراقية من أصل بريطاني (مارغريت ثورن) ماركريت حسن المتزوجة من الطبيب العراقي تحسين علي حسن. من مواليد 1945 بريطانية
كرست كل حياتها للعمل الخيري. 
أكثر من ثلاثين سنة وهي تخدم العراق واطفاله 
طول مدة الحصار والحرب ع العراق
زارت الشطره وذرفت دموعا منذ ان رأت 5 أطفال في كل سرير ..
وعلى الارض وبدون علاج غادرت ..
لكي تزور بريطانيا وتكلمت
في دار الاذاعة البريطانية قائلة: (هل تدركون كيف تشعر الام كل صباح ولاتدري ماذا تطعم اطفالها؟)
لم تكن تحب الدعاية والظهور وعملت بصمت بين الاطفال واسرة المرضى.
من أهم ما قامت به بناء مستشفى في الشطرة لأطفال الناصرية ع نفقتها بدعم من المنظمة الإنسانية ( كير ) التي كانت تديرها .
في اوائل عام 2004. وانتقلت الى مدن العراق لبناء مدارس ومراكز صحية ومستشفيات ومشاريع الصرف الصحي ومصافي المياه ومشاريع للطفولة والامومة
من أهم مراكزها الصحية !!!
1• محمد الدره 
2• القدس 
3• الخالصة
لازالت بجهدها الدؤؤب تقدم الخدمات .
•** موقف مؤثر كان لها يذكرني ب " أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "
في أيام الحصار ع العراق 
حين قدموا لها وجبة اسماك البدعه الشهية رفضت وقالت "«كيف اشبع وانتم جياع . والناس هنا في
فترة حصار ظالمة »" !!!!!
واهتز العراق .في يوم الثلاثاء --19-10-2004--وانتشر خبر اختطافها المروع وظهرت تبكي امام الملايين في شاشات التلفزة #وتقول((( ارجوكم انقذوني فقد كرست حياتي من اجلكم .)))
كانت ترتدي نفس الملابس البسيطة والبالية الممزقة. 
خطفت في رمضان وقتلت فيه ودفنت في ارض لا يعرفها الا الله واعتقلت السلطات 5 من الارهابيين
اعترفوا بعمليتهم . وفي عام 2009-تم تهريب قاتل الملاك الطاهر من السجن. وفي عام 2011
اعتقل مدير سجن بغداد المركزي لتهريبه القتلة ..
رحلت المرأة الطاهرة التي ظل ألاف #المعوقين يستعملون الكراسي المتحركة التي جلبتها من استراليا. ولازلنا نشرب من مشاريع الماء وقد جلبت الانابيب من الخارج
(((لقد قطعوا يديها الطاهرتين وارجلها ورأسها .
ورفع زوجها لافتة في ارجاء بغداد(((اعثرو لي ايها العراقيين على جثتها لكي ادفنها بكرامة)))
.من هذا #الملاك_الطاهر
وتحطمت اللافتات الضوئية التي طالبت بأطلاق سراحها .لان الفدية مكلفة الثمن . 
واخيرا اكتملت المأساة. وطلب الارهابيون مليون دولار من زوجها المحطم البائس لكي يدلوه على جثمانها الطاهر.
((( اي سر فيك ياعراق. يقتل ويقطع من يهديك خيرا ويمد لك يد المساعدة)))
طبعا حسب الروايات الحكومية تم اللقاء القبض ع القتلة 
وتم الحكم ع واحد منهم فقط ((( بسجن مدئ الحياة )))
لاحظ الحكم لا يتناسب مع حجم الجريمة 
لان القاتل من جماعة ربعهم أقصد الحكومة 
والعاقل يفهم
من هي الحركة التي نشرت الفوضى في العراق و خاصة بغداد و البصرة منذ 2004 و يفرحون بقتل كل عراقي امريكي او بريطاني فهو عميل الاحتلال في نظرهم المريض 
((( سلاماً ع روحك يوم ولدتي ،، ويوم قتلتي ،، ويوم تبعثي حيا )))

لعن الله الاسلاميين وكل من شارك او فرح في ذبح هذا الملاك الطاهر

مارغريت حسن في اخر صورة لها اثناء ترميم مدرسة في 2004


                                 ملكة الاناقة 
تشير التحف الفنية والمجوهرات المكتشفة في المقبرة الملكية في أور الخاصة بالملكة شبعاد بأنها كانت تمثل نقلة نوعية بعالم صياغة المجوهرات والتحف والتي لم يسبق لها مثيل وأصبحت اقتباسها من التراث الشعبي المتوارث إلى عصرنا الحالي ولا يستبعد كونها هي التي أشارت على الصناع المهرة أن يصنعوا لها أكليل الرأس النادر، والذي لم يشاهد من قبل في العهود السومرية السابقة عند النساء اللواتي سبقت – شبعاد - هذا الأكليل من الذهب الخالص الذي شكل أوراق الصفصاف أو اوراق شجر الزان المزخرفة بالذهب وقد أرتفعت فوقه ثلاث زهور تبدأ من مؤخرة الأكليل الخلفية وتنحني حركة الخطوط الثلاثة برقة مشكلة نصف أقواس تتطاول فيها الأدوار الثلاثة، أن هذا الأكليل يضفي مهابة وأجلال للملكة .
اكليل الراس النادر للملكة شبعاد


الخميس، 29 ديسمبر 2016

                               نمرود الوجة الحقيقي - Gilgamesh Sumerian 
قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام والنمرود

نُمْرُود بن كنعان، وعرف عند المسلمين بنُمْرُود أو نُمْرُوذ ، وهو شخصية ذكرت لأول مرة في التوراة اليهودية بالاسم كملك جبار تحدى الله بنائه برج بابل.
وربط المفسرون للقرآن نمرود هذا مع الشخصية القرآنية للملك الذي تجادل مع إبراهيم وعاقبه بالحرق.
واعتبرت العديد من الثقافات أن نمرودا يرمز لقوى الشر.
يتربط اسمه بالعديد من آثار بلاد الرافدين.
كما جاء ذكره في المدراش.
نُمْرُود في القرآن :
لم يسم القرآن نمرودا بالاسم انما ربط المفسرون بين الملك نمرود البابلي والملك الذي تحداه النبي إبراهيم في سورتي الانبياء آية 68[8] ، والبقرة آية 258[9].
نمرود في التوراة :
يذكر نمرود بالاسم في التوراة من دون أي تفاصيل.
أقدم ذكر لنمرود في التوراة كان من خلال أنساب سفر التكوين فيما يعرف بجدول الأمم .
الذي يوضح أنه ابن كوش، حفيد حام، وابن حفيد نوح ؛ وبأنه «ابْتَدَأَ يَكُونُ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ، الَّذِي كَانَ جَبَّارَ صَيْدٍ أَمَامَ الرَّبِّ» .
وتتكرر هذه المعلومات في سفر أخبار الأيام الأول.
وفي كتاب ميخا. يشار إلى انه إنشاء مملكه ومدن بابل، أكد، وأوروك في أرض شنعار أي بلاد ما بين النهرين.
يذكر نمرود ببعض التفصيل في كتب اليهود الأخرى مثل التلمود المدراش وتاريخ يوسيفوس.
فالتلمود يربطه بشخصية الملك امرافيل الذي كان حاكما أيام إبراهيم.
ويذكر كتاب اليوبيلات أن "نبرود" (وهي اللفظة الاغريقية للاسم) هو من اجداد إبراهيم ويالتالي أبو اليهود.
اما يوسيفوس، فيصف نمرود بباني برج بابل ومتحدي عبادة الله.
حادثة مواجهته وإبراهيم وبأنه باني برج بابل.
نسبه :
وذكر نمرود في التراث الإسلامي في العديد من كتب المفسرين للقرآن والمؤرخين العرب والمسلمين. الاأنه اختلف في نسبه. منهم من ذكر أنه "نمروذ بن كنعان بن كوش بن حام بن نوح" أو أنه "نمرود بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح" أو أنه ابن ماش ابن ارام ابن سام .
ذكر ابن الأثير في الكامل في التاريخ، والطبري في شرحه والقلقشندي كذلك بأنه "نمرود بن كوش" وصولا إلى حام بن نوح .
ولم يخالفهم في ذلك إلا ابن كثير في البداية والنهاية. فيقول ابن الأثير في المجلد الأول في الكامل للتاريخ، ص 81: "أما حام، فوُلِد له كوش..... فمن ولد كوش نمرود ابن كوش...."
شخصيته :
وهو أول جبار في الأرض .
وكان أحد ملوك الدنيا الأربعة الذين ذكروا في القرآن وهو من الملوك الكافرين. وهو أول من وضع التاج على رأسه وتجبر في الأرض وادعى الربوبية واستمر في ملكه أربعمائة سنة وكان قد طغا وتجبر وعتا وآثر الحياة الدنيا .
رأى حلما طلع فيه كوكبا في السماء فذهب ضوء الشمس حتى لم يبق ضوء، فقال الكهنة والمنجمين في تأويل الحلم انه سيولد ولد يكون هلاكك على يديه، فأمر بذبح كل غلام يولد في تلك الناحية في تلك السنة وولد إبراهيم ذلك العام فأخفته والدته حتى كبر وعندها تحدى عبادة نمرود. والاصنام.
ويشرح المفسرون ان إبراهيم ونمرود تواجها لاظهار الاله الحقيقي الذي يستحق العبادة، اهو نمرود أم الله.
وعندما فشل نمرود في محاججته، امر بحرق إبراهيم بالنار والتي تحولت على إبراهيم بردا وسلام. وعن موته، ذكر ابن كثير.. وبعث الله إلى ذلك الملك الجبار ملكا يأمره بالإيمان بالله فأبى عليه ثم دعاه الثانية فأبى ثم الثالثة فأبى وقال : اجمع جموعك وأجمع جموعي. فجمع النمروذ جيشه وجنوده وقت طلوع الشمس، وأرسل الله عليهم بابا من البعوض بحيث لم يروا عين الشمس وسلطها الله عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم وتركتهم عظاما بادية، ودخلت واحدة منها في منخري الملك فمكثت في منخريه أربعمائة سنة، عذبه الله بها فكان يضرب رأسه بالمرازب في هذه المدة كلها حتى أهلكه الله بها.
وذكر الطبري أن بناء برج بابل بواسطة نمرود هي سبب لعنة الله التي انشأت اللغات المختلفة.
وشكك بعض المؤرخين والمفسرين في علاقة نمرود التاريخية مع الملك الطاغي الذي ذكر في القرآن.
فنسب الملك إلى فارسي
نمرود في الثقافات الاخرى :
ذكر في في الثقافة الأرمينية ان جد الأرمن، هايغ، هو من قضى على نمرود والذي كان يسمى "بيل" .
في الكوميديا الإلهية التي كتبها دانتي أليغييري (مكتوبة ما بين 1308 و1321)، يصور نمرود كشخصية عملاق في الجحيم.
وقال انه يتعرض للعقاب في الدائرة التاسعة من الجحيم مع عمالقة أخرين .
وربط بعض المؤرخين شخصية نمرود بشخصية كلكامش و هذا خطأ كبير لان كلكامش انه صادف بطل الطوفان الذي ربما يكون نوح اي انه اقدم من ابراهيم 

تحليلات Gilgamesh Sumerian
1- حسناّ نحن الان متاكدين ان ابراهيم و النمرود من بلاد الرافدين
2 - انا اؤمن ان النمرود صفه و ليس اسم علم
3- يذكر ان النمرود اول من وضع التاج على راسه اذا قلنا على صعيد الموطن
4- ادعى الالوهية 
5- احد ملوك الدنيا 
6- المنجمين و الفلك
7- المعركة
8- النسب 
9- البرج العظيم
حسنا اذا دعوني اقدم اعتقادي الشخصي انا اقول ان النمرود 
هو نارام سين 
دعونا نطبق المعلومات على نارام سين 
1- هو احد حكام بلاد ما بين النهرين
2- هو جبار و عرف عصره بسفك الدماء حيث انه قمع اكثر من 20 حركة ضده و كان يقتل كل من يعارضه
3- نارام سين اول من ارتدى تاج على راسه في بلاد ما بين النهرين
4- ادعى نارام سين انه زوج عشتار و طالب الشعب بعبادته و لقب ببعل عشتار و اله اكد و قد لبس تاج ذو قرنين الذي يدل على الربوبية
5- لقب نارام سين بملك الجهات الاربعة لانه حكم العالم من كل جهاته و يمكن القول ان ملوك الدنيا الاربعة لا تعني با المعنى الاساسي ملوك حكموا العالم 
يمكن القول ان ملوك ترمز لملك 
و الدنيا هي العالم فا العالم قديما عبارة عن ممالك معدودة مثل اكد و عيلام
و الاربعة هي عدد الجهات اربعة جنوب - شمال -شرق - غرب
بمعنى اخر ملك جهات العالم الاربع

6 - اشتهر اهل بلاد ما بين النهرين بعلم التنجيم و الفلك و اهل بابل و سومر هم الاقوى في هذه المجال كما يثبت التاريخ 
لذلك من الطبيعي وجود اشخاص متنبئين اقوياء
7 -في مسلة نارام سين يصور انه واقف على جثث اعدائه الى جانب جبل يصل لقرص الشمس و ربما يحجبة
8- يذكر ان اسرة نارام لا تعرف من هو جدهم لان جدة سرجون لم يكن يعرف اباه لذا من الممكن ان يكون نارام سين يعود با النسب لبطل الطوفان اوتو نبشتم اي نوح
9 - البرج العظيم هو برج بابل (إيتيمينانكي ) و هو برج طويل يبلغ من الطول 92 مترا و انه كان يناطح الغيم
10 - لا يعرف كيف مات نارام لكن الاكيد انه لم يقتل لم يسمم ربما مات بمرض
ملاحظة هذا تحليل شخصي و من يقرأ ليس مجبور با التصديق او النفي مجرد فرضية انا مؤمن بها
نارام سين و خلفه برح بابل


                               اكد VS الكهنة
الامبراطور سرجون الاكدي ( شروكين )

تعد الدولة الأكدية اول امبراطورية عرفها التاريخ والذي شمل تأثيرها الحضاري والسياسي منطقة واسعة من الشرق الادنى القديم  ومملكة دلمون وبلاد الشام واجزاء واسعة من آسيا الصغرى، ولم يقتصر توسعهم على مجرد فرض هيمنة سياسية قائمة على القوة، بل كانت سيطرة مصحوبة بمكونات الحضارة.أقتضت الضرورة وضع قواعد السياسة في هذه الامبراطورية الاولى في التاريخ فعمل الملك سرجون على فصل السياسة عن الدين، وازالة الحواجز والاسوار بين المدن، وتعيين حكام الاقاليم ولم يجعل الحكم وراثياً، وتم فصل السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية وجعل احكام القضاء مستقلة عن الملك بشرط ان يصدر الحكم باسم الملك.ولهذا يعد سرجون الأكدي من اعظم رجال السياسة في التاريخ وانتعش عصره انتعاشاً كبيراً بسبب توسع العلاقات التجارية، كما انتظمت طرق القوافل في تجارة النحاس خاصة حيث كان هذا المعدن ينقل من مناجم بلاد الاناضول لكي يستعمل في صناعة الادوات والمعدات الحربية.




الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

                                                               بحر الني 


بحر النجف بحر يقع في مدينة النجف وقد تعرض للجفاف في الاونة الأخيرة ولم يتبقى فيه الا قليل من الماء ، وقد أطلقت على بحر النجف تسميات كثيرة منذ بداية نشوئه فقد عرف عند الآراميين باسم (فَرْشا) وتعني بلغتهم (البثقة) وعرف عند اليهود باسم (حاشير) اما في عهد الساسانيين فقد اطلق على بحر النجف اسم (الجوف). وكان يعرف في عهد الاسكندر الأكبر باسم (بحيرة روميه) وباسم (اهوار روميه) وسمته العرب في عصر ما قبل الإسلام بـ (بحر بانقيا) كما ورد ذلك على لسان الشاعر العربي (ميمون بن قيس) إذ قال: فما نيلُ مصر إذا تسامى عبابه ولا بحر بانقيا إذا راح مفعما في التاريخ: وجاء ذكر بحر النجف في مؤلفات المؤرخين العرب القدامى ومن ذلك : (النجف كان على ساحل بحر الملح...) اما المؤرخ العربي الشهير الطبري فقال : (واقبل المختار حتى انتهى إلى بحر البحيرة يوم الجمعة فاغتسل فيه...) اما المؤرخ العربي المسعودي في أكثر من موضع قال: (كان البحر حينئذ في الموضع المعروف اليوم بالنجف وكانت تقوم هناك سفن الصين والهند بنقل البضائع التي ترد إلى ملوك الحيرة..) اما الكتاب المحدثون فقد اطلقوا عليه مرّة (هور النجف) وأخرى (بحيرة النجف) ومن هؤلاء صاحب كتاب (الاستيطان القبلي) ومنهم من سماه بـ(مستنقعات النجف) علاقته ببعض التسميات : وما زال بعض اهل مدينة النجف يتناقل خبراً عن تسمية هذا البحر ، بان اسمه (الني) فلما جف على حد زعمهم سمي (الني جف) ولكثرة الاستعمال سقطت الياء تخفيفاً كما هو معروف عند علماء اللغة فصارت (النجف) وهو اسم المدينة التي تحويه، وفي عام 1887م اخذ بحر النجف بالجفاف بعد ما عمد السلطان العثماني إلى سد منافذه الرئيسة التي تصب فيه بالصخور الكبار فسمي بابي صخير وكان اسمه السابق (الجعارة) لشدة صوت البحر سبب التجفيف : فكرة تجفيف بحر النجف تعود إلى زمن الاسكندر المقدوني الذي حاول تجفيفه لإحياء أراضيه واستثمارها في الإنتاج الزراعي، وذلك عن طريق إنشاء سد بين نهر بابل ومنخفض بحر النجف لمنع وصول مياه الفيضانات إليه الا انه أيضا لم يجف بشكل كامل حتى عام 1240 هـ.. اما الآن فتجده بشكل مسطح مائي والاجزاء الجافة مزارع وبساتين نخيل .

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

                            اسرة رومانوف 
اخر افراد اسرة رومانوف

أسرة رومانوف كانت الأسرة المالكة الثانية بعد أسرة روريك والأخيرة في حكم روسيا، فقد تأسست عام 1613 وإستمرت حتى تنازل القيصر نيقولا الثاني في 15 مارس،1917، نتيجة لثورة فبراير.
جاء في أسفار تأريخ أسرة آل رومانوف أن أجداد أفراد الأسرة أتوا إلى روسيا من بروسيا (إقليم في شرق ألمانيا) في مطلع القرن الرابع عشر، لكن بعض المؤرخين الروس يعتقدون أن انحدارهم يعود إلى مدينة نوفغورود الروسية.
ويعتبر أندريه كوبيلا أحد النبلاء (البايار) في عهد أمير موسكو "إيفان كاليتا" أول جد موثوق به لرومانوف وغيرهم من عشائر النبلاء الروس.
تزوج القيصر إيفان الرهيب من اناستاسيا زاخارينا إحدى حفيدات النبيل كوبيلا، وبفضل هذا الزواج أضحت عشيرة زاخاريف – يوريف في القرن السادس عشر قريبة من حاشية القيصر، وكان فيودور نيكيتيش زاخاروف أو البطريرك فيلاريت مستقبلا أول من بدأ يحمل لقب رومانوف وذلك نسبة إلى جده رومان.
في عام 1613 انتخب مجمع "زيمسكي" أو بالأحرى مؤتمر ممثلي فئات الشعب في عموم روسيا ميخائيل فيودوروفيتش ابن فيودور نيكيتيش وحفيد اناستاسيا قيصرا لعموم روسيا، وحكمت ذريته التي تدعى تقليديا بيت أسرة رومانوف روسيا حتى عام 1917.
بعد زواج ابنة بطرس الأكبر آنا بيتروفنا من الدوق كارل غولشتاين اطلق على نجلها بطرس الثالث لقب رومانوف - غولشتاين، وذلك بموجب اتفاقية السلالات التي عقدت بين عشيرتي رومانوف وغولشتاين، الأمر الذي وجد انعكاسا على شعار عشيرة رومانوف وشعار الإمبراطورية الروسية.

في 17 من يوليو عام 1918 أفيد عن مقتل نيكولاس الثاني قيصر روسيا و زوجته و أولاده الذين هم آخر أفراد أسرة رومانوف لكن لم يتم العثور على جثثهم و في عام 1991 نبش أحد القبور فوجدت الجثث ما عداأثنين من الأطفال الخمسة و في 2007 تم نبش قبر آخر ، وأخيرا توصل العلماء إلى قبر بعيد نسبياً عن القبور الأخرى وكان يحوي جثتي الطفلين المفقودين

بيت رومانوف

سكن عائلة Yuryev-Zakharyan في القرن السادس عشر بالقرب من الكرملين.
يتشارك آل رومانوف مع عشرين عائلة أخرى من العائلات النبيلة الروسية. أقرب سلف مشترك لهم هو آندريه كوبيلا خلال سنة 1347 بإعتباره بويار في خدمة سيميون الأول من موسكو.[2] الأجيال اللاحقة نُسِبت ل كوبيلا وهو نسب لامع. إدعى علم أنساب القرن الثامن عشر أنه كان إبن الأمير البروسي Glanda Kambila،الذي جاء إلى روسيا في النصف الثاني من القرن الثالث عشر،من ضمن الذين فروا من غزو الألمان. في الواقع،إن إسم Glande ورد كواحد من قادة التمرد البروسي القديم من 1260-1274 ضد النظام التيوتوني.
أصله الفعلي قد يكون أقل إثارة. فقد عرف بلقب mare ومعناه أنثى الحصان أو احدى تسميات الخيليات الأخرى،وكان بعض أقاربه يحملون القاب الفرس المستعارة والقاب الحيوانات الأليفة الأخرى. أحد أبناء كوبيلا وهو فيودور،عضو في مجلس بويار دوما لدميتري دونسكوي كان يلقب ب(Koshka) "القط".أخذ أحفاده هذا اللقب وغيروه إلى Zakharin،حيث تقسمت العائلة لاحقا إلى قسمين : Zakharin-Yakovlev و Zakharin-Yuriev

في عهد إيفان الرابع أصبحت الأسرة السابقة معروفة باسم Yakovlev في حين غيرأحفاد رومان اسمها من Zakharyin-Yuriev إلى "رومانوف"

إعتلاء السطلة

حشود متجمعة قرب دير "Ipatiev" تناشد والدة ميخائيل رومانوف بالسماح له بالذهاب لموسكو وتولي السلطة كقيصر.
ارتفعت ثروة الأسرة عندما تزوجت ابنة رومان،اناستازيا،من إيفان الرابع،أمير روريك الكبير لموسكو في 3 (13) فبراير 1547.تُوجت أنستازيا كأول تساريتسا حين قرر زوجها إيفان تسمية نفسه بتسار والتي تعني القيصر. غيرت وفاتها الغامضة في عام 1560 شخصية إيفان نحو الأسوأ. ونتيجه لشكه في تورط النبلاء بتسميم محبوبته،بدأ إيفان عهد الإرهاب ضدهم. أما أولاده من أناستازيا، فقد قتل (إيفان) الأكبر من قبل القيصر في مشاجرة. وفيودور الأصغر،الأمير التقي ولكن الخامل بنفس الوقت،فقد ورث العرش بعد وفاة والده في عام 1584.
طوال عهد فيودور الذي إستمر خلال السنوات (1584-1598)،شقيق القيصر في القانون،بوريس غودونوف،وأبناء عمومته،آل رومانوف،طعنوا في حكم روسيا. عند وفاة فيودور الأبتر، أنتهى خط عائلة "Rurikids" الذي بلغ 700 عام. بعد صراع طويل، انتصر حزب بوريس غودونوف على رومانوف، وإنتخب مجلس زيمسكي غودونوف كقيصر في 1599. كان إنتقام غودونوف من أسرة رومانوف رهيباً،فقد تم ترحيل جميع أفراد العائلة ومن يقرب لهم إلى مناطق نائية في شمال روسيا وجبال الأورال،حيث مات معظمهم من الجوع أو في السلاسل. نُفي زعيم العائلة، فيودور نيكيتيش رومانوف، إلى دير "Antoniev Siysky" وأُجبر على إتخاذ الوعود الرهبانية بإسم فيلاريت.
بإعتباره الزعيم السابق للحزب المعادي لغودونوف،وبصفته ابن عم القيصر الشرعي السابق،فقد إلتمس الكثيرين من الدجالين إعتراف فيلاريت رومانوف وحاولوا المطالبة بإرث روريك وبالعرش. ديمتري الزائف الأول جعل منه مطراناً، وديمتري الزائف الثاني رفعه لكرامة البطريرك. خلال طرد البولنديين من موسكو في عام 1612، قدم مجلس زيمسكي التاج الروسي إلى العديد من أمراء "Rurikid" وجيديميناس،لكنهم امتنعوا عن قبول هذا الشرف.

عُرض التاج الروسي على ميخايل رومانوف البالغ من العمر 16 سنة والذي كان يعيش في دير "Ipatiev" في كوستروما،حيث إنفجر بالبكاء من الخوف واليأس.ولكن والدته،كيسينيا إيفانوفا شيزتوفا، أقنعته أخيراً بقبول التاج. وتيجة لشعوره بمدى عدم أمان عرشه قرر ميخائيل تأكيد علاقاته مع عائلة Rurikid، وكذلك أخذ المشورة من مجلس زيمسكي في أي مسألة مهمة. وقد هذه أثبتت الإستراتيجية نجاحها.

حشود متجمعة قرب دير "Ipatiev" تناشد والدة ميخائيل رومانوف بالسماح له بالذهاب لموسكو وتولي السلطة كقي





أزمة السلالة

بطرس الأكبر (1672–1725)
خلف الإبن الوحيد لميخائيل،أليكس الأول،والده والذي قاد البلاد بهدوء خلال العديد من المشاكل. عند وفاته كانت هناك فترة من الصراع السلالي بين أولاده من زوجته الأولى، ماريا(فيودر الثالث، صوفيا وإيفان الخامس) وابنه من زوجته الثانية ناتاليا،بطرس الأكبر المستقبلي. حكم بطرس أو"بيتر" من 1682 حتى وفاته في عام 1725.
قام بتوسيع روسيا القيصرية من خلال العديد من الحروب الناجحة إلى إمبراطورية ضخمة والتي أصبحت قوة أوروبية كبرى. قاد ثورة ثقافية حيث حلت محل بعض التقاليد والنُظم الاجتماعية والسياسية التي كانت سائدة في العصور الوسطى في أوروبا، ونحى منحى حديث وعلمي وعقلاني.
بعد وفاة بطرس بدأت صراعات أسرية جديدة. أبنه الوحيد الذي أستطاع البقاء على قيد الحياة حتى سن البلوغ اليكسي،لم يدعم التحديث الذي بدأه بطرس لروسيا. وكان قد اعتقل ومات في السجن بعد ذلك بوقت قصير. عند قرب نهاية حياته، تمكن بطرس من تغيير تقاليد الخلافة التي تمنح العرش للذكور فقط. مُرِرَت السلطة إلى أيدي زوجته الثانية،الامبراطورة كاثرين الأولى.[3] في غضون خمس سنوات، انتهت سلالة رومانوف من الذكور مع وفاة بيتر الثاني في 1730.[2] خلفته في العرش آنا إيفانوفنا ابنة القيصر ايفان الخامس. قبل موتها أعلنت الإمبراطورة عن خليفتها وهو إيفان السادس حفيد أختها. وكانت هذه محاولة لتأمين خطة والدها،مع استبعاد أحفاد بطرس الأكبر من وراثة العرش. وكان إيفان السادس طفل رضيع يبلغ من العمر عاما واحدا فقط في وقت خلافته على العرش، تولى الوصاية والديه الدوقة أنّا ليبولدوفنا والدوق أنتوني أولريش برونزويك،والذين كانا مكروهين بسبب علاقاتهم الألمانية.

ونتيجة لذلك،وبعد وقت قصير من وفاة الإمبراطورة آنا إيفانوفا،تمكنت اليزابيث بيتروفنا،وهي إبنة تتمتع بالشرعية من بطرس الأول،تمكنت من كسب صالح الشعب وخلع إيفان السادس في انقلاب عسكري بدعم من فوج بريوبراجينسكي وسفراء فرنسا والسويد. توفي إيفان السادس ووالديه في السجن بعد سنوات عديدة.

بطرس الاكبر

بيت هولشتاين غوتورب-رومانوف

أبقى آل هولشتاين-غوتورب على لقب رومانوف، تأكيداً للنسب الأمومي لهم من بطرس الأكبر، من خلال آنا بيتروفنا (ابنة بطرس الأول الكبرى من زوجته الثانية). في 1742، جلبت الإمبراطورة إليزابيث من روسيا ابن آنا،أي ابن أخيها بيتر هولشتاين-غوتورب، الى سان بطرسبرج وأعلنته وريثا لها،وقررت له،حين يحين الوقت المناسب،الزواج من الأميرة الألمانية صوفيا أنهالت زيربست. في عام 1762،وبعد وقت قصير من وفاة الإمبراطورة إليزابيث،قامت صوفيا،والتي كانت قد أتخذت الاسم الروسي كاثرين بعد زواجها،بالإطاحة بزوجها الذي لم يحظى بشعبية،بمساعدة عشيقها،جريجوري أورلوف. كاثرين هذه هي التي سوف تحكم بأسم كاترين العظمى. إبن كاترين،بول الأول، الذي خلف والدته في عام 1796، كان فخورا بشكل خاص لكونه حفيد بطرس الأكبر،على الرغم من مذكرات والدته التي لمحت بأنه من الممكن أن والده الطبيعي كان عشيقها سيرج سالتيكوف، بدلا من زوجها بيتر. علم بول بالمخاطر الناجمة من الصراع الخلافي،فأصدر المرسوم الذي يسمى بقوانين بولين،المرسوم الأكثر صرامة في أوروبا،والذي نص على إن الأبن البكر هو من يخلف،وعليه ان يكون مؤمناً أرثوذوكسيا

شعار اسرة رومانوف

عصر الأوتوقراطية
اغتيل بول الأول في قصره في سانت بطرسبرغ عام 1801. خلفه على العرش ألكسندر الأول ،الذي توفي لاحقاً دون ترك إبن. وتوج شقيقه،نيقولا الأول،على العرش. كانت الخلافة بعيدة عن السلاسة، بيد أنه خرج المئات من القوات الذين عقدوا يمين الولاء لشقيق نيكولاس الأكبر،قسطنطين بافلوفيتش الذي دون علم منهم، قد تخلى عن المطالبة بالعرش في عام 1822 بعد زواجه. الارتباك،ومعارضة نيكولاس ، أدى إلى ثورة الديسمبريين.أنجب نيقولا الأول أربعة أبناء، ثقفهم وعلمهم إحتماليات حكم روسيا وشغلوا وظائف عسكرية، ومنهم إنحدرت الفروع الأخيرة من السلالات القادمة. الكسندر الثاني ابن نيقولا الأول،أصبح الإمبراطور الروسي في عام 1855، في خضم حرب القرم. إعتبر الكسندر الحفاظ على السلام في أوروبا وروسيا مسؤوليته،وآمن بأنه لن يستطيع الحفاظ على السلام سوى الجيش الروسي القوي. من خلال تطوير الجيش، وإعطاء بعض الحرية في فنلندا، وتحرير العبيد في عام 1861 حصل على دعم شعبي كبير.

جمع من أعضاء عائلة رومانوف في عام 1892
على الرغم من شعبيته،بدأت عائلته بالتفكك في اواسط الستينات من القرن التاسع عشر ففي عام 1864 توفي فجأة ولده الأكبر ووريثه نيكولاس . زوجته،الإمبراطورة ماريا الكسندروفنا،كانت تعاني من مرض السل،وقضت الكثير من وقتها خارج البلاد. أتخذ الكسندر في نهاية المطاف عشيقة،هي الأميرة كاثرين دولغروكي.وتزوج منها زواج مرغنطي بعد وفاة زوجته مباشرة.[2] خلقت الشائعات عن شرعية أبناؤه وبأنه كان يفكر بتتويج زوجته الجديدة كإمبراطورة،التوتر داخل الأسرة. وقبل ترفيعه للأميرة كاثرين،أغتيل ألكسندر من قبل إجناسى رينويك بواسطة قنبلة يدوية.
خلف الكسندر الثاني ابنه ألكسندر الثالث. وكان هذا القيصر،مسؤولاً عن الإصلاحات المحافظة في روسيا. لم يكن يتوقع أن يرث العرش،ولم يتلقى تعليمه في أمور الدولة والحكم إلا بعد وفاة شقيقه الأكبر نيكولاس. نقص التدريب الدبلوماسي قد يكون أثر في سياسته وكذلك في ابنه نيقولا الثاني. وكان الكسندر الثالث مثير للإعجاب جسديا، ليس فقط بكونه طويل القامة (1.93 متر، وفقا لبعض المصادر، ولكن كانت له لياقة بدنية وقوة كبيرة. وخوفا من المصير الذي لحق بوالده،فقد عزز الكسندر الثالث الحكم الإستبدادي بروسيا،وتم عكس بعض الإصلاحات الليبرالية التي أقرها والده. لم يرث الكسندر عرش أخيه الميت فحسب،بل وأيضا خطيبته الدنماركية،الأميرة داغمار. التي أتخذت اسم ماريا فيودوروفنا عند تحولها إلى الأرثوذكسية،كانت ماريا ابنة الملك كريستيان التاسع وشقيقة ملوك المستقبل فريدريك الثامن ملك الدنمارك وجورج الأول ملك اليونان، وكذلك ملكة بريطانيا الكسندرا، حرم إدوارد السابع. وعلى الرغم من تناقض طبائعه،وخلفيته في الزواج فقد انجب ستة أطفال وشاع صيته بأنه اول قيصر لم يتخذ عشيقات.

أصبح ابنه الأكبر، نيكولاس،الإمبراطور بعد وفاة الكسندر الثالث بسبب أمراض الكلى في سن 49 في نوفمبر عام 1894. نيكولاس قال، "أنا لست على استعداد لأكون القيصر ...." بعد أسبوع فقط من الجنازة، تزوج نيكولاس من مخطوبته (أليكس)، الحفيدة المفضلة لـفيكتوريا ملكة المملكة المتحدة. وعلى الرغم من إنه كان ذا قلب طيب،لكنه كان يميل إلى الإبقاء على سياسات والده القاسية. اتصفت اليكس بلإخلاص كزوجة لنيكولاس وأم لأطفالهما الخمسة،ولكنها تجنبت الكثير من الواجبات الاجتماعية التقليدية لروسيا. ينظر إليها على أنها منطوية وشديدة،وأشيعت المقارنات السلبية بينها وبين والدة زوجها، ماريا فيودوروفنا. عام 1916، تولى نيكولاس قيادة الجيش في الخطوط الأمامية أثناء الحرب العالمية الأولى، سعت الكسندرا للتأثير عليه بتدخلها في شؤون الحكومة أكثر مما فعلت حتى خلال وقت السلم. تأثرت كل من سمعة نيكولاس وسمعة السلالة خلال الحرب العالمية الأولى،بسبب أصولها الألمانية وعلاقتها الفريدة مع غريغوري راسبوتين، الذي يتمثل دوره في حياة ابنها الوحيد المريض والذي لم يكن معروفا على نطاق واسع. كانت الكسندرا حاملة لجين نزف الدم الوراثي، والذي ورثته من جدتها،الملكة فيكتوريا.
ابنها،اليكسي، الوريث الذي طال انتظاره على العرش، ورث المرض وعانى من نوبات مؤلمة من النزيف الذي طال أمده، ألم كان في بعض الأحيان يخَفَف عنه جزئيا بواسطة إسعافات راسبوتين له. كان لنيكولاس

جمع من أعضاء عائلة رومانوف في عام 1892
السقوط

رومانوف في زيارة لفوج أثناء الحرب العالمية الأولى ،من اليسار إلى اليمين،الدوقة اناستازيا، الدوقة أولغا، القيصر نيكولاس الثاني، ولي العهد اليكسي، الدوقة تاتيانا، الدوقة ماريا، وقوقازيين من كوبان
أدت ثورة فبراير عام 1917 إلى تنازل نيقولا الثاني عن العرش لصالح شقيقه الدوق الأكبر مايكل ألكسندروفيش.[3] رفض هذا الأخير قبول السلطة وفوض الأمر إلى الحكومة المؤقتة لحين إجراء استفتاء ديمقراطي في المستقبل. ولكن هذا العمل إنهى بشكل فعال حكم سلالة رومانوف في أنحاء روسيا. يؤكد بعض المؤرخين أن التاج لم يمرر بشكل قانوني لمايكل، لوجود الوريث الشرعي اليكسي الذي كان سيرث والده،نيكولاس الثاني، بشكل تلقائي،إلا إذا كان هذا الأخير قد غير بصورة غير شرعية في حكم التنازل خوفاً من فصل ولده عن أبويه. حسب هذه النظرية، فإن اليكسي خلف والده نيقولا الثاني كإمبراطور شرعي لروسيا، على الرغم من انه ظل معتقلا لدى البلاشفة لبقية حياته القصيرة. أصبح عمه مايكل الإمبراطور بعد وفاة اليكسي،جنبا إلى جنب مع والديه وأخواته،في يونيو 1918. ولكن بحلول ذلك الوقت كان مايكل ألكسندروفيتش قد أُسر أيضا.
بعد ثورة فبراير، وضع نيقولا الثاني وعائلته تحت الإقامة الجبرية في قصر الكسندر. فيما تمكن عدد من أعضاء العائلة الامبراطورية من البقاء على علاقة جيدة مع الحكومة المؤقتة، وإستطاعوا في نهاية المطاف ترك روسيا،أرسل نيكولاس الثاني وعائلته إلى المنفى في مدينة سيبيريا،توبولسك من قِبل ألكسندر كيرينسكي في أغسطس 1917. ومن ثم تمت الاطاحة بالحكومة المؤقتة خلال ثورة أكتوبر عام 1917،وفي أبريل 1918، تم نقل رومانوف إلى مدينة ايكاترينبرج الروسية، في جبال الأورال، حيث وِضِعوا في بيت ايباتيف "Ipatiev ".


إدعائات ما بعد الإعدام

الدوق الأكبر سيريل (كيريل) مع زوجته الدوقة فيكتوريا والأطفال كيرا وفلاديمير كيريلوفتش.

كانت هناك العديد من التقارير في مرحلة ما بعد الثورة عن الناجين من آل رومانوف وادعاءات غير مثبتة من قبل بعض الأفراد بأنهم أعضاء في عائلة القيصر المخلوع نيكولاس الثاني،كانت أشهرهم آنا أندرسون التي أدعت أنها الدوقة أناستازيا. مع ذلك، فقد أكدت الأبحاث أن كل أفراد آل رومانوف الذين كانوا محتجزين في بيت ايباتيف في ايكاترينبرغ قد قُتِلو


الدوق الكبرى سيريل (كيريل) مع زوجته الدوقة فيكتوريا والأطفال كيرا وفلاديمير كيريلوفتش.


إطلاق النار على آل رومانوف

في ليلة 17 يوليو 1918، قامت السلطات البلشفية بإطلاق النار على نيقولا الثاني وعائلته،وأربعة من الخدم في قبو البيت،بناء على أوامر ياكوف سفيردلوف والتي تقاد من قبل فيليب غولوسكيكين وياركوف يورفسكي. قيل للعائلة بأنه سيتم تصويرهم فوتوغرافيا لأجل إثبات إنهم ما زالوا أحياء للناس. تم ترتيب الأسرة بشكل مناسب وتركوا لوحدهم لعدة دقائق. بعدها دخل المسلحون وبدأوا بإطلاق النار على الأسرة،لم تمت الفتيات بشكل مباشر بسبب الماس الذي كان مخاطاً على مشداتهن. حاول المسلحون طعنهم بالحراب لكنهم فشلوا أيضاً،ثم زُعِم ان المسلحون أطلقوا النار على رؤوسهم من مسافة قريبة. أُخفيت جثث العائلة، ثم نُقلت اربع مرات قبل أن يتم دفنهم في حفرة لا تحمل أي علامات مميزة حيث بقيت هناك حتى صيف عام 1979 عندما نبش بعض الهواة المتحمسين القبر، وأُعيد دفن البعض منهم، وقرروا بعد ذلك إخفاء الأمر حتى سقوط الشيوعية. تم حفر مقبرة،ومنح الجثث جنازة رسمية في ضوء الديمقراطية الحديثة التي نشأت بعد سقوط الإتحاد السوفييتي وروسيا. وتم إستخدام الحمض النووي والأدلة الأخرى لعدة سنين لاحقة من قبل العلماء الروس لكشف الحقيقة. تم بناء كنيسة تذكارية في المكان الذي وقف البيت فيه مرة.

بقايا عائلة القيصر
في يوليو 1991، أخرجت الجثث المسحوقة لنيكولاس الثاني وزوجته، جنبا إلى جنب مع ثلاثة من أصل خمسة من الأطفال إضافة إلى أربعة من الخدم،(على الرغم من وجود شك في هذه العظام رغم فحص الحمض النووي)،لأن جثتين لم تكن موجودة، حيث إعتقد كثير من الناس أن طفلين من آل رومانوف قد نجيا من القتل. كان هناك الكثير من النقاش على هذه المسألة. قدم عالم روسي صور فائقة الوضوح، وقرر أن ماريا واليكسي لم يكونا في الحفرة. وفي وقت لاحق،قام عالم أمريكي بفحص الأسنان وعظام العمود الفقري وقال بأن أنستازيا وأليكسي هما الذان فُقِدوا. أحاط الكثير من الغموض بمصير اناستازيا. وقد تم إنتاج العديد من الأفلام التي أشارت بأنها عاشت.

بعد إستخراج الجثث في يونيو 1991،بقيت في المختبر حتى عام 1998،ودار نقاش حول ما إذا كان يجب دفنهم في سان بطرسبرغ أو ايكاترينبرج. تقرر في نهاية الأمر إختيار بطرسبرغ. تم نقل الرفات بمرافقة الحرس العسكري الكامل وأعضاء من عائلة رومانوف في ايكاترينبرج حتى بطرسبرج،تم دفنهم في جنبا إلى جنب مع الخدم الذين قتلوا معهم في كنيسة خاصة ضمن كادترائية بطرس وبولس بالقرب من مقابر اجدادهم. حضر الرئيس بوريس يلتسين الدفن بالنيابة عن الشعب الروسي.


أليكسي
في أواخر صيف عام 2007 أعلن عالم أثار روسي عن إكتشاف من قبل أحد عماله،حيث تم الكشف عن وجود:
1*بقايا 46 شضية من عظام بشرية.
2*صناديق خشبية والتي تحطمت لأجزاء.
3*قطع من السيراميك التي يبدو إنها تعود لزجاجات لحفظ الحامض.
4*مسامير حديد.
5*زوايا حديد
6*سبع أجزاء من الأسنان
7*جزء من نسيج ثوب.

كانت المنطقة التي عثر فيها على البقايا واقعة إلى جانب طريق كوبتياكي. قال علماء الآثار إن العظام المكتشفة تعود لصبي يتراوح عمره ما بين العشرة أعوام والثلاثة عشر عاما في وقت وفاته،وامرأة شابة كانت تقريبا تتراوح بين الثامنة عشرة والثلاثة وعشرون سنة. كانت اناستازيا تبلغ سبعة عشر عاما وشهر واحد من العمر في وقت ارتكاب الجريمة، بينما كانت ماريا تبلغ تسعة عشر عاما من العمر وشهر واحد. اليكسي كان سيصبح في الرابعة عشر في غضون أسبوعين. وكانت أخواته الأكبر سنا أولغا وتاتيانا تبلغان 22 و20 عاما على التوالي في وقت ارتكاب الجريمة. تم العثور عثر على العظام باستخدام أجهزة الكشف عن المعادن بالإضافة للتحقيقات. أيضا، تم العثور على مواد يبدو أنها كانت من قماش مقلم بالأزرق والأبيض. ارتدى اليكسي عادة قميص مخطط بالأزرق والأبيض.
ولي عهد روسيا اليكسي رومانوف

إثبات الحمض النووي

في 30 نيسان 2008 أعلن علماء الطب الشرعي الروس أن إختبار الحمض النووي قد أثبت أن الرفات يعود إلى اليكسي وشقيقته اناستازيا. تم نشر المعلومات بشكل رسمي في يونيو 2008،والتي تم الحصول عليها من ايكاترينبرج وخضعت مرارا وتكرارا للفحص من قبل مختبرات مستقلة مثل مدرسة الطب بجامعة ماساتشوستس، الولايات المتحدة الأمريكية، جميعها أثبتت أن كامل أفراد أسرة رومانوف قد أعدموا في صباح 17 يوليو 1918


نيكولاس الثاني رومانوف اخر قياصرة روسيا

مقتل أفراد أخرين من رومانوف
في 18 تموز 1918، وبعد يوم من قتل القيصر وعائلته، لاقى أعضاء من العائلة الامبراطورية الروسية ميتة عنيفة، حيث قُتلوا بالقرب من ألابايفسك من قبل البلاشفة. وهم: الدوق الأكبر لروسيا سيرغي ميخائيلوفيتش ،الأمير إيوان كونستانتينوفيتش،الأمير قسطنطين كونستانتينوفيتش،الأمير إيغور كونستانتينوفيتش،الأمير فلاديمير بافلوفيتش بالي،فارفارا ياكوفيلفا سكرتير الدوق الأكبر سيرغي،والدوقة إليزابيث فيودوروفنا، حفيدة الملكة فيكتوريا والأخت الأكبر لالكسندرا. في عام 1905 وبعد إغتيال زوجها قررت فيودوروفنا العمل كراهبة،لكن على الرغم من هذا تم القبض عليها وتقرر اعدامها مع بقية العائلة. ألقوا جميعاً داخل منجم وتم رمي القنابل عليهم وتركوا ليموتوا ببطيء. تم انتشال الجثث ممن قبل الجيش الأبيض في عام 1918، الذي وصل في وقت متأخر جدا لإنقاذهم. وضعت رفاتهم في توابيت،و داروا بهم حول روسيا خلال الصراعات بين الأبيض والجيش الأحمر المعارض. وفي يناير 1919 قتلت السلطات الثورية الدوقات: ديمتري كونستانتينوفيتش،نيكولاس ميخائيلوفيتش،بول ألإكسندروفيش وجورج ميخائيلوفيتش، الذين كانوا محتجزين في سجن قلعة القديس بطرس وبولس في بتروغراد.



اسرة رومانوف المقتولين قياصرة روسيا



                             الفلكي ابلوم
قصة الفلكي البابلي (ابلوم) خلال فترة حكم حمورابي :
كان الفلكي ابلوم هو احد اشهر الفلكيين في بابل حيث كان يطلع يومياً على الالواح الفلكية المكتوبة بدقة ، حيث كان يلاحظ القمر والنجوم كل ليلة ويسجل كل ما شاهده على الالواح في نهاية كل شهر بعد ان يلخص ذلك ، ثم تحفظ تلك الالواح في مكاتب خاصة ، حيث كانت ملاحظاته مهمة لدرجة انه تم استخدامها في التقويم البابلي وتحديد اعياد الميلاد ورأس السنة البابلية ، وكذلك في تحصيل القروض والضرائب ، وفي يوم ما لاحظ ابلوم القمر في الافق الغربي عند غروب الشمس عرف ان الشهر الجديد قد بدأ ولاحظ ايضاً ان التقويم لم يعد مطابقاً للفصول الاربعة ، حيث كانت مهمته تقديم المشورة للملك عند الاحتياج لاضافة شهراً اضافيا للتقويم لاعادة تصحيح التقويم ، والملك هو الوحيد الذي يستطيع ان يأمر باضافة شهر وهي من صلاحيته فقط ، وللتأكد ذهب ابلوم الى المكتبة وبحث في الالواح القديمة وقرأ ما حدث للقمر والنجوم في نفس اليوم في السنوات السابقة وعمل مقارنة مع الشهر الحالي الذي يشك به ابلوم انه خطأ ، وعرف ابلوم ان ما اعتقاده كان صحيح وان التقويم حدث به خطأ لأن المقارنة بين الاشهر القديمة والشهر الحالي في بابل لم تكن متطابقة ، حيث كرر المقارنة على الواح اخرى واعطته نفس النتيجة وهي عدم المطابقة بين التقويم القديم والحالي ، وهذا ما جعل ابلوم يكتب الى الملك البابلي حمورابي ليخبره عن المشكلة لأن الخطأ في التقويم يعني ان هناك خطأ سيحدث في موعد عيد رأس السنة البابلية وهو التي تعتبر موسم الحصاد ، وذهب ابلوم الى المكتبة واعد لوح طيني وكتب عليه ما شاهده وارسله الى الملك حمورابي ، وسلمها الى احد الخدم في قصر حمورابي وحتى انه انتظر الرد من الملك عليه ، وبعد ان اطلع حمورابي على رسالة ابلوم ، ارسل رسالة الى احد ولاته وقال له :
قل لـ(سين اددينام) ،
حمورابي يرسل الرسالة التالية لك :
هذا العام لديه شهر اضافي ، ينبغي رصد الشهر القادم وهو الشهر الثاني (ايلولو) ،
كان قدر أمرت ان تدفع الضريبة السنوية وان يقدموا الى بابل على 24 من شهر تشريتو ،
ينبغي الان ان يقدموا الى بابل على 24 من الشهر الثاني (ايلولو) .

وكان من دواعي سرور الملك العمل مع ابلوم.

الاثنين، 26 ديسمبر 2016

                           حاكم العالم

اشور- ناسير- ابلي بالأكادي -الآشوري، وفي التناخ كتب اسمه آشورناصربال وفي الاشورية Aššur Nasir Pal وتعني اشور هو الوصي على الوريث، كان ملك آشور من الفترة 883 ق.م إلى 859 ق.م، ويطلق عليه أيضا آشورناسيبال الثاني أو آشورنازربال الثاني أو آشور ناصر بعل، وقد خلف والده توكولتي نينورتا الثانى.
حكمه
أخضع آشورناصربال الثاني ميسوپوتاميا وأيضا الأقليم الذي هو الآن لبنان وأضافهم إلى الأمبراطورية الأشورية النامية، وكان مشهورا بالوحشية وكان يستعبد الأسرى لبناء العاصمة الآشورية الجديدة في ربوة النمرود كالح حيث قام ببنائها وشيد العديد من الأثار الرائعة.
كان آشورناسيبال إدارى حكيم وقد أدرك انه يمكنه كسب سيطرة وحكم أكبر على إمبراطوريته من خلال تعيين حكام آشوريين على البلاد الواقعة تحت سيطرته أو الاعتماد على أحد الحكام المحليين الذي يقوم بدفع الجزية.
قصر الملك آشورناصربال تم بنائه في عام 879 ق.م في كالو الواقعة اليوم في العراق شمال بغداد، جدران القصر مزينة بنقوش من المرمر تصور الملك وكائن خيالى مجنح وأيضا بعض الكتابات التي توضح نسله من ثلاثة أجيال سابقة وتعدد أنتصاراته الحربية وأيضا حدود أمبراطوريته، وتخبر أيضا عن كيف وجد كالو وبنى بها القصر، والعديد من هذه النقوش تعرض في متاحف عديدة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.

خلف الملك آشورناسيبال في الحكم ابنه شلمنصر الثالث. وكان يلقب بحاكم العالم و من اهم انجازاته بناء مدينة كالخو ( النمرود حاليا )
الكتابات على قصره

قصر آشورناصربال الكاهن الأعظم لآشور، الملك الذي اصطفاه الإلهان إنليل ونينورتا، المفضل لدى الألهين آنو وداغان والسلاح الإلهي للآلهة العظيمة ، الملك القوي، ملك العالم، ملك بلاد آشور، أبن توكولتي- نينورتا الثاني الملك العظيم، الملك القوي، ملك العالم ، ملك بلاد أشور، أبن أدد – نيراري الذي (كان) أيضا ملكا عظيما، ملكا قويا، ملكا للعالم، وملكا لبلاد آشور؛ أنا الرجل الباسل الذي يتصرف “مدعوما” بثقة آشور ربه؛ “الملك” الذي لايوجد منافس له من بين أمراء الجهات الأربع، الراعي العجيب، المقدام في المعركة ومد الطوفان الجبار , الملك الذي لامنافس له. الملك الذي يخضع العصاة على الإخضاع ؛ ويحكم الأمم كلها. الملك الفحل القوي الذي يدوس على أعناق أعدائه ويطوح بهم.. الذي يشتت القوات العاصية، الملك الذي يتصرف بدعم الآلهة العظيمة أربابه – الملك الذي غزا البلاد كلها وبسط سلطته على الجبال كلها وتلقى أتاواتها الذي يمسك الرهائن ، المنتصر على البلاد كلها..

أنا أشورناصربال الأمير الحريص، عابد الآلهة العظيمة، التنين الضاري، غازي المدن والجبال كلها، ملك الأسياد، محاصر العصاة، المتوج بالبهاء، المقدام في المعركة، البطل الذي لايعرف الرحمة، الذي يدير الصراع، الملك الجدير بالثناء، الراعي وحامي الجهات الاربع، الملك الذي تفتت أوامره الجبال وتلاشي البحار، الملك الذي جلب بقتاله الملكي تحت سيادة (إرادة) واحدة الملوك المتوحشين عديمي الرحمة في الشرق والغرب..
وقد فصل اشورناصربال بين عبادة و باقي الالهه في اشور و بابل و فضله على سائر الالهه 
دينة الجديد
لكن في ما بعد حاول توحيد جميع العبادات في بلاد مابين النهرين في دين واحد لكن ايضا وضع الاسبقية لاشور 

كاتب المقالة - كلكامش السومري

الأحد، 25 ديسمبر 2016

                                                وصية ملك الشرق و الغرب


في أثناء عودة الاسكندر من إحدى المعارك التي حقق فيها انتصاراً كبيراً، وحين 

وصوله إلى مملكته، اعتلّت صحة الأسكندر المقدوني ولزم الفراش 

شهوراً عديدة، وحين حضرت المنية الملك الذي ملك مشارق الأرض 

ومغاربها ـ وأنشبت أظفارها، أدرك حينها الأسكندر أن انتصاراته 

وجيشه الجرار وسيفه البتار وجميع ماملك سوف تذهب أدراج الرياح 

ولن تبقى معه أكثر مما بقت، حينها جمع حاشيته وأقرب المقربين إليه ، ودعا قائد جيشه المحبب إلى قلبه ،

وقال له:
-إني سوف أغادر هذه الدنيا قريباً ولي ثلاث أمنيات أرجوك أن تحققها لي من دون أي تقصير.

-فاقترب منه القائد وعيناه مغرورقتان بالدموع وانحنى ليسمع وصية سيده الأخيرة.

-قال الملك:
وصيتي الأولى:أن لايحمل نعشي عند الدفن إلا أطبائي ولا أحد غير أطبائي.

والوصية الثانية:أن ينثر على طريقي من مكان موتي حتى المقبرة قطع الذهب والفضة وأحجاري الكريمة التي جمعتها طيلة حياتي.

والوصية الأخيرة: حين ترفعوني على النعش أخرجوا يداي من الكفن وأبقوها معلقتان للخارج وهما مفتوحتان.

-حين فرغ الملك من وصيته قام القائد بتقبيل يديه وضمهما إلى صدره، ثم قال: ستكون وصاياك قيد التنفيذ وبدون أي إخلال، إنما هلا أخبرني سيدي في المغزى من وراء هذه الأمنيات الثلاث؟

-أخذ الملك نفساً عميقاً وأجاب: أريد أن أعطي العالم درساً لم أفقهه إلا الآن ، 
أما بخصوص الوصية الأولى ، فأردت أن يعرف الناس أن 

الموت إذا حضر لم ينفع في رده حتى الأطباء الذين نهرع إليهم إذا أصابنا أي مكروه ، وأن الصحة والعمر ثروة لايمنحهما أحد من البشر.

وأما الوصية الثانية، حتى يعلم الناس أن كل وقت قضيناه في جمع المال ليس إلا هباء منثوراً، وأننا لن نأخذ معنا حتى فتات الذهب.

وأما الوصية الثالثة، ليعلم الناس أننا قدمنا إلى هذه الدنيا فارغي الأيدي وسنخرج منها فارغي الأيدي كذلك.


-كان من آخر كلمات الملك قبل موته: أمر بأن لا يبنى أي نصب تذكاري على قبره بل طلب أن يكون قبره عادياً ، فقط أن تظهر يداه للخارج حتى إذا مر بقبره أحد يرى كيف أن الذي ملك المشرق والمغرب، خرج من الدنيا خالي

السبت، 24 ديسمبر 2016

                                                           انانا المجد لك

….
يا ملكة كل شيء، أيتها الضوء المتوهّج
أيتها المرأة الواهبة للحياة،

أنتِ يا من تجلبين الطوفان من الجبل،
أيتها الشاهقة، يا إنانا السماء والأرض،
يا من تمطرين ناراً ملتهبة على القفار
يا من بعثها إليّ الإلهُ (آن)،
أيتها الملكة التي تمتطي الوحوشَ
والتي نطقت بالكلمات المقدسة
تنفيذاً لأوامر (آن) المقدسة،
من يستطيع أن يسبرَ شعائركِ المقدسة!
يا مدمّرة الأراضي الأجنبية
منحتِ الأجنحةَ للعاصفة،
حبيبة (أنليل)- وجعلتها تهبّ على الكون،
وحملتِ أوامر (آن).
مليكتي،
الأراضي الغريبة تطأطأ أمام صرختكِ،
رعباً وخوفاً من الريح الجنوبية أتى البشرُ
إليكِ بضجيجهم الملتاع
حملوا صراخهم إليكِ
ووقفوا أمامك يولولون وينتحبون
وأمامكِ جلبوا النحيبَ العظيم لشوارع المدينة.

مليكتي،
أنتِ الافتراسُ كلّه في قوّتكِ
وظللتِ تهاجمين مثل ريح مهاجمِة،
وظللتِ تعولين أعلى من الريح المعولة،
وظللتِ ترعدين أعلى من الرعد،
وظللتِ تئنّين أعلى من الرياح الخبيثة،
قدماكِ لا يمكن أن يصيبهما الإعياء
وجعلتِ الولولة تُعزف على “قيثارة النحيب.”
مليكتي،
جميع الآلهة العظام
فروا أمامكِ مثل خفافيش مرفرفة،
لم يستطيعوا الوقوف أمام وجهك المهيب،
لم يستطيعوا الاقتراب من جبينكِ المهيب،
من يستطيع أن يهدّئ قلبكِ الغاضب!
قلبكِ المهلِك لا يمكن تهدئته!
أيتها الملكة، يا سعيدة الروح، يا فرِحة القلب،
يا من لا يمكن تهدئة غضبها، يا ابنة الإثم،
يا ملكة، يا الحاكمة المُطلَقة في البلاد،
من قدّم ولاءً كافياً لكِ!
الجبل الذي امتنع عن تقديم الولاء لكِ
يبست أعشابه وصارت قاحلة،
أضرمتِ النارَ ببواباته العظيمة،
أنهارُه جرت دماً بسببكِ،
وناسُه نشفَت مياههم،
جيشهُ انقادَ طواعيةً إلى الأسر أمامكِ،
قواته تفرّق شملها طواعيةً أمامكِ،
ورجاله الأقوياء طواعيةً خرّوا أمامكِ،
أماكن اللهو في مدنه امتلأت بالفوضى
ورجاله البالغون سيقوا كأسرى أمامك.

يا ملكة الملكات العظيمات،
يا من أصبحت أعظم من أمك التي أنجبتكِ
لحظةَ خرجتِ من الرّحم المقدس،
عارفة، حكيمة، وملكة على كل البقاع،
يا من ضاعفتِ كل المخلوقات الحية والبشر-
لقد نطقتُ بأغنيتكِ المقدّسة.
أيتها الإلهة الواهبة للحياة، المولودة للألوهة،
يا من أسبّح تهليلها،
الرحيمة، المرأة الواهبة للحياة، يا مشعّة القلب،
لقد نطقتُ بأغنيتي أمامك حسب ما يناسبُ ألوهتكِ
دخلتُ أمامكِ إلى معبدي المقدس،
أنا الكاهنة، إنخيدوانا،
حاملةً سلّة البخور، أنشدُ ترنيمتكِ السعيدة،
لكنني الآن لم أعد أسكن المعبد المقدس الذي شيدته يداك.
أتى النهار، وجلدتني الشمس
وأتى ظلّ الليل، وأغرقتني الريح الجنوبية
صوتي الرخيم الحلو كالعسل صار نشازاً
وكل ما أعطاني المتعة تحول إلى غبار.
آه، أيها الإثم، يا ملك السماء، يا قدري المرير،
إلى الإله (آن) بلّغي شكواي، و(آن) سوف يخلّصني

أنا إنخيدوانا، أتضرّع إليك، إنانا،
ودموعي مثل شراب حلو.

أنا، من أنا بين المخلوقات البريّة!

أه، أيتها الملكة التي ابتكرت النواح
مركبُ النواح سيرسو في أرض معادية
وهناك سأموت، أنشدُ الأغنية المقدسة.


أوه، إنانا، المجدُ لكِ!

الجمعة، 23 ديسمبر 2016

                  انخيدوانا ابنه سرجون عظيم اكد
انخيدوانا (2285-2250 ق م) اسمها إنخيدوانا (Enheduana) أو إن-هيدو-انا (En-hedu-ana أو EnHeduAnna) و(إن معناها الكاهن الأعلى، و هيدو معناها زينة , ومعناها زينة الكاهن الأعلى للإله آن وأن هو اسم يشير إلى الالهة انانا(عشتار) الهة الحب و الجمال و الزواج )
هي أميرة أكادية وكاهنة الاعلى للإله انانا  عند السومريين في مدينة أور، وبما أنها كانت كاهنة عليا فكانت تمتلك دور سياسي قوي من البنات الملكيات، إنخيدوانا هي عمة الملك الأكادي نرام سين وهي إحدى أقدم النساء المعروفات عند ذلك الوقت من التأريخ.

يعتبرها العلماء و الادباء أقدم امرأة كاتبة و شاعرة, إنخيدوانا وصلت إلى أعلى رتبة كهنوتية في الالف الثالث قبل الميلاد , وكان لها دور زمن حكم أبيها سرجون الأول وزمن أمها الملكة تاشلولتوم, وكان لها أعمال و أشعار أدبية عن الإلهة إنانا وعن الآلهة السومرية الأخرى.
إنخيدوانا بما أنها كانت كبيرة الكهنة فكانت داهية سياسية فحركت أبيها سرجون للبناء في جنوب بلاد سومر وتحديداً في مدينة أور وان تكون أميرة وحاكمة لهذه المدينة.

استمرت بوضعها المركزي أيضا خلال بداية عهد حكم أخيها ريموش، لكن في عهد ريموش عرفت بعض المناطق السومرية تمردات ضد حكم أخيها ريموش فطردت من مكانتها، لكنها عادت اليها خلال حكم ابن أخيها نرام سين وكان لها دور في اقناع الجنوب السومري بإعادة حكم الاكاديين عليهم وبعد فترة قصيرة من ذلك ماتت.

كانت إنخيدوانا أول امرأة تشغل منصب كبيرة الكهَنة في عهد أبيها، الملك السومري سرجون الأول، الذي وحّد مملكتي سومر وأكاد في جنوب وشمال بلاد ما بين النهرين. والدتها سومرية من جنوب العراق، وربما كانت كاهنة هي الأخرى. ويُقال إن سرجون الأول دوّن الكلمات التالية على إحدى الرُقم الطينية شارحاً قصةَ مولده: والدتي الكاهنة حملتني جنيناً، وأنجبتني سرّاً، ووضعتني على فُلكٍ من ورق البرُدي، وأحكمت رتاج الباب. حملني النهر إلى فلاح اسمه أكّي، الذي رباني كابنه. .. خلال عملي في عزق الحدائق، رأتني عشتار وأحبتني. وعلى مدى أربع وخمسين عاماً كان الملُكُ لي.

إنخيدوانا كما هو معروف في الادلة الاثرية و النصية حملت اسم ختمين من وكلائها خلال العصر السرجوني، منها في المقبرة الملكية في أور، وأخرى على قرص الأباستير عند التنقيب عنه في موقع جيبار في مدينة أور الأثرية , حيث يذكر أنها الكاهنة العليا للإله آن .

عملها الادب:
تُعتبَرُ أغاني الشاعرة السومرية إنخيدوانا أقدم أثر أدبي معروف في التاريخ الإنساني. هذه الأغاني المكتوبة على الرُقم المسمارية قبل 4300 سنة خرجت من أرض العراق، حاملةً نكهة حضارةٍ عريقة، وعاكسةً الوعي الجمعي لبقعة من الأرض تعاقب عليها أكثر من غزو، وأكثر من زلزال، وأكثر من هولاكو. لكن برق أنخيدوانا ظل ساطعاً، يشهد على عظمة الكلمة وديمومتها، وعلى سموّ الحرف وعنفوانه، ويشهد أيضاً على عراقٍ موغل في الزمن، موغل في الطين والهواء والنار والماء، عراق كلكامش وأبي نواس والسياب.

إن أغاني إنخيدوانا البالغ عددها 45 أغنية، كتبت الشاعرة ثلاث تراتيل طويلة في مديح الإلهة إنانا. وبالرغم من أنها ولدت في أكّاد، إلا أن إنخيدوانا كتبت باللغة السومرية التي شرّعها الملك سرغون في المدينة السومرية أور. إنانا، المعروفة بنجمة فينوس، هي إلهة الحب والحرب لدى السومريين، وهي تتماهى مع الإلهة الأكّادية عشتار. وكانت الشاعرة إنخيدوانا تخدم إلهَ القمر نانا، والد إنانا.

تُعتبر إنخيدوانا شخصية بطولية وعرفانية في آن واحد، وقد بدأت صورتها تستحوذ على المخيال الأدبي المعاصر مع بروز نظريات النقد النسوي، وإحياء صورة الأنثى في العصور الخوالي. وكان دورها كأميرة وكاهنة وشاعرة يُعتبر سابقةً في التاريخ السومري الذي استمر لخمسة قرون لاحقة. في تراتيلها للإلهة إنانا تحكي الشاعرة إنخيدوانا قصة نفيها ومن ثمّ العفو عنها على يد الإلهة إنانا نفسها. وقد أصبحت التراتيل جزءاً لا يتجزأ من التاريخ الأسطوري لبلاد سومر.

في أحد المقاطع الأكثر قوة في آداب التاريخ القديم، نرى إنخيدوانا تتحدث بلسان الأنا في قصيدتها (تسبيح من أجل إنانا). وتتحدث عن كيفية كتابتها للترتيلة، وعن الجمر الذي كانت تشعله بعد منتصف الليل، ويمنحها الإلهام، حيث كانت تؤلف على وهجه أغانيها. ومما يدلّ على فرادة صوتها هو محاولتها الدمج بين ذاتها الشعرية وبين الإلهة إنانا، بحيث تصبحان شخصية واحدة، ومن خلال هذا التماهي والإندغام، تولد الترتيلة، كأنما نُفخت فيها الروح. ونجد أن إنانا وإنخيدوانا يؤلفان معاً مركز وبؤرة القصيدة.
قصيدة (تسبيح من أجل إنانا) تتألف من 153 بيتاً، ويمكن قراءتها عمودياً وأفقياً.


تبدأ الترتيلة بوصف مطوّل، يتخلّله حشدٌ من الصفات والنعوت التي ترسم بشفافية عالية شخصية الإلهة إنانا، وقد رُتبت النعوت وفقاً لنسق مدروسٍ بحيث تقدم للقارئ صورةً جليةً عن التنوع المدهش لنشاطات الإلهة-الملكة. وإنخيدوانا تشير بشكل مضمر إلى أن إنانا على سوية واحدة مع الإله (آن)، كبير الآلهة لدى السومريين. وتنتقل الشاعرة إلى تصوير إنانا وهي “تؤدّب” الجنس البشري بوصفها إلهة الحرب والمعارك. وهي بذلك تدمج بين الصفات الحربية لعشتار الأكّادية، وتلك الخصائص اللطيفة التي تميّز إلهةَ الحب والخصوبة لدى السومريين. وهي تشبّه إنانا بطائر العاصفة الذي ينقضّ على الآلهة الآخرين ويشتّت شملهم ويفرّقهم كالخفافيش. وتنتقل إنخيدوانا لتصف أمجادها الماضية، مستخدمةً ضمير المتكلم، وذلك في أكثر مقاطع القصيدة جمالاً ومتعة. كما أنها تكتب عن معاناتها في المنفى بعد أن نُفيت ككبيرة للكهنة من المعبد في مدينة أور، ومن أوروك، إلى السهوب القاحلة. وتروح تتوسّل لإله القمر، نانا، للتوسط من أجلها.

                                             يا بني 

أن أحيقار الحكيم لم يرزق بولد من صلبه لذلك تبنى أبن أخته ” نادان ” وعلمه ودربه وأغدق عليه الحكمة علّه يخلفه في مهمته ومن ثم عرضه على الملك أسرحدون الذي نال إعجابه وبعد فترة من الزمن وجد أحيقار في نفسه الضعف عن متابعة مهامه كمستشار للملك لذلك توسط لابن أخته ” نادان ” عند الملك ليجعله المستشار الجديد له ووافق الملك على ذلك وخلد أحيقار للراحة ، أما ” نادان ” لما وجد نفسه في المنصب الجديد تنكر لمعروف ” أحيقار الحكيم بل وكاد له عند الملك ليقتله وذلك لكي يخلو له الجو وحده دون منافس ، ويخبرنا أحيقار عما فعله ” نادان ” به من مكيدة عند الملك فيتحدث عما جال بخاطر نادان قائلا : “أما عن ابني هذا الذي ربّيته وقُدته إلى باب القصر، أمام اسرحدون، ملك أشوريا، ووسط جلسائه، فقلت في نفسي : “يطلبُ لي الخير مقابل ما صنعته له”. ولكن ابن أختي الذي ربّيته، تآمر عليّ للشرّ. فقال في قلبه : “لا شك في أني أقدر أن أقول للملك أقوالاً كهذه :”أحيقار، هذا الشيخ الذي كان حافظ الختم لدى الملك سنحاريب أبيك، قد أفسد الأرض عليك، لأنه كان مستشارًا، وكاتبًا عالمًا، وكانت أشورية كلها تستند إلى نصائحه وأقواله”. أما اسرحدون فحين يسمع مثل هذه الأقوال التي أقولها له، يغضب غضبًا عظيمًا ويقتل احيقار” وفعلا نجحت مكيدة نادان وأمر الملك أسرحدون احد ضباطه ( نبوسومسكون ) بقتل احيقار الحكيم ولكن الضابط المذكور لم يستطع فعل ذلك إذ سبق لإحيقار أن أنقذ حياة الضابط من القتل عندما أمر سنحريب بقتله فقام أحيقار بإخفائه إلى أن هدأ ت ثورة الملك ثم عاد وطلب له العفو فعفا عنه الملك لذلك أمر الضابط مرافقيه بقتل احد عبيده بدلا من أحيقار بحيث إن أراد الملك التأكد من قتل أحيقار يتم عرض جثة ” العبد ” على من يوفده الملك باعتبارها جثة ” أحيقار ” نفسه علّ الملك بعد ذلك يعود إلى رشده ويكتشف مؤامرة ” نادان ” فيطيب نفسا بأحيقار ويفتقده ويحزن لفراقه عندها يقدمه الضابط إلى الملك حيا ويخبره الحقيقة وهكذا كتب لأحيقار النجاة.ثم عودته منتصرا إلى منصبه بعد إثبات إخلاصه لأسرحدون كما تذكر نسخ أخرى لقائه بابنه بالتبني الذي يلقى حتفه بعد ذلك.بامر اسرحدون ( اعدام )

الخميس، 22 ديسمبر 2016

                 احيقار الحكيم و فرعون مصر 
قد عاش احيقار  في أيام سنحاريب ملك آشور فكان وزيره وحاملا لاختامه. أراد فرعون مصر في ذلك العهد احراج سنحاريب الملك فطلب من أن يرسل اليه رجلا حكيماً يبني له قصراً في الفضاء بين الارض والسماء، فارسل سنحاريب وزيره أحيقار الى مصر ليجاوب فرعون. فلما مثل بين يديه طلب منه ان يحضر كلسا وحجارة وطيناً لبناء القصر المطلوب، وكان أحيقار قد استصحب معه نسرين وعلم ولدين الركوب على ظهرهما. فاطلق النسرين وقد ركبهما الولدان فارتفعا في الجو فبدأ الولدان يصرخان من فوق: ناولونا الاحجار والكلس والطين لنشيد قصراً لفرعون. فانخذل فرعون واقر بمهارة أحيقار وحكمته.
                                 لغز الحرف الاول 



 كتاب قواعد اللغة السومرية / د. فوزي رشيد

الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

                       الاسكندر النفس الاخير في بابل

من قتل الاسكندر الأكبر؟
غروب شمس الحادي عشر من حزيران عام 323 ق.م في مدينة بابل أثقلت ظهر التاريخ بغياب خاصرة تاريخية تدعى الإسكندر الأكبر في عامه الثاني و الثلاثين, بعد أن غزا إمبراطورية تمتد من ألبانيا الحديثة إلى شرق باكستان.
السؤال الذي لا يحمل إجابة ناجحة حتى الآن , من أو ماذا قتل الملك المقدوني ؟!
الآن نظريات جديدة تشعل نيران التساؤلات عن قضية من أقدم وأعمق القضايا في التاريخ,كحادثة وفاة الاسكندر..
أظهر الملك قوة عظيمة في حملاته عبر آسيا لمدة 12 سنة, معانياً من صعوبات شديدة وأدوار قتالية شاقة, فبدأ البعض بالتفكير به كآلهة.
في عام 325 ق.م حارب الإسكندر ضد جنود آسيا الجنوبية وأُصيب بسهم في إحدى رئتيه ولكن بعد ذلك بوقت قصير, قام بأطول رحلة يقوم بها جيشه, رحلة لمدة 60 يوم على طول الساحل في جنوب إيران.
عندما سقط الإسكندر بعد إصابته بمرض خطير بسبب هذه الضربة, توفي بعد سنتين, فكانت الصدمة كبيرة لجيشه المؤلف من 50 ألف جندي, كما أصيب جنوده بالحيرة حول من سيقود بعده ,حيث أنه لم يكن للإسكندر أي خطط عن الخلافة بعده ولم يكن هناك أي وريث شرعي مع العلم أن أحدهم كان سيولد بعد فترة قصيرة من وفاة الإسكندر.
إن الرحيل المفاجئ لمثل هذه الشخصية القيادية سيصبح بالتأكيد نقطة تحول كارثية, إنها بداية نصف قرن من عدم الاستقرار والصراع, والمعروفة اليوم بفترة حروب الخلفاء.
لم يصل المؤرخين القدماء إلى إتفاق عن أسباب وفاة الاسكندر ,فمنهم من قال أن المرض هو سبب الوفاة. 
قام الباحث المتخصص في المقدونية القديمة يوجين بورزا في عام 1996م بالمشاركة في المجلس الطبي للتحقيق في جامعة ميريلاند, حيث توصلوا لتشخيص مرض حمى التيفوئيد.كما اقترح الملاريا والجدري وسرطان الدم وإدمان الكحول وعدوى من إصابته في الرئة والكآبة, حيث أن وفاة صديق الإسكندرالمقرب أصابته بالكآبة.ولكن بعض المؤرخين غير مستعدين لتحديد مرض معين أو حتى الاختيار فيما إذا كانت الوفاة بسبب مرض أو جريمة قتل.
بعد أن حالت الأبحاث التاريخية لطريق مسدود, وصل أتباع الإسكندر لأفكار جديدة, مدعمين بتقارير من علماء السموم وعلماء الطب الشرعي, ليعيدوا فتح قضية الاسكندر على أنها جريمة قتل.
اكتسبت فكرة اغتيال الاسكندر اهتماماً كبيرة عام 2004م بسبب الخاتمة في فيلم "الاسكندر" للمخرج أوليفر ستون, حيث أعلن جنرال الإسكندر الأول بطليميوس في هذا المشهد " الحقيقة أننا نحن من قتلناه بصمتنا " ثم أصيب بالذعر بعد تسجيل كلماته ودمر ما كتبه وكتب من جديد " مات بسبب مرضه وفي حالة ضعف".
هناك بعض الأدلة تقول حتى القادة الكبار لم يكونوا على استعداد للحاق به في أي مكان.
في الهند عام 325 ق.م في الطرف الشرقي لنهر اندوس, قام جيش الاسكندر باعتصام عندما أمروا بالسير شرقاً نحو نهر الغانج, حتى الضابط الأعلى شارك في ذلك التمرد, يعتبر المخرج أوليفر ستون هذا التمرد بداية مؤامرة لمحاولة القتل اللاحقة.
كان الاسكندر يخطط لحملة واسعة في الفترة التي توفي فيها.
يقول ستون" لا أصدق أن هؤلاء الرجال كانوا سيتبعونه إلى الجزيرة العربية وقرطاج".
حسب اعتقاد بعض العلماء تم تزوير الصحف الملكية, التي فقدت ولخصت في إصدارات مختلفة تعتبر الأكثر مصداقية في العالم, لجعل وفاة الإسكندر تبدو طبيعية.فالجدل حول الصحف الملكية أثر بشكل كبير على فهمنا لوفاة الاسكندر, لأن أريان وبلوتارخ (كاتبين يونانيين من الإبراطورية الرومانية) وصفوا هذا الحدث بشكل مختلف عن المصادر القديمة.
يقول هذان الكاتبان أن الاسكندر أصيب بحمى بعد حفلة شرب في منزل صديق له اسمه ميديوس وازدادت الحمى سوءاً على مدى 10 أو 12 يوماً مما أدى في النهاية لشلل الملك فمنعه من التحرك و الكلام. ولم يتمكن حتى من تحريك عينيه إلا لتوديع جنوده, وتوفي في اليوم التالي.
ولكن مجموعة متنوعة من الروايات ترسم صورة مختلفة جداً, وهذه الصورة التي اتبعها ستون في فيلم "الاسكندر"
في هذا الإصدار البديل من الرواية بدأ الاسكندر بالشعور بالألم في حفلة الشرب وليس بعدها.وبعد أن أنهى كأساً كبيراً من النبيذ, شعر باحساس طعن في ظهره بعد أن سقطت الكأس من يده وصرخ بصوت عالٍ. في هذه الرواية تم تسجيل مجموعة من الأعراض منها الألم الكبير والتشنجات والهذيان, لكنهم لا يقولون إلا القليل أو لا شيء عن الحمى.
ألم مثل الطعنة بعد احتساء كأس من النبيذ يشير بوضوح لاحتمال وجود سم في الكأس مما دفع بلوتارخ للكتابة في سيرته الذاتية عن الاسكندر, أن سبب الوفاة ليس تسمماً.
لمؤيدي سيناريو السم, هناك سؤال مهم "من سممه؟"
في الفيلم كان ستون حذراً بالإجابة عن هذا السؤال, في مشهد المأدبة تبادل الأصحاب نظرات قاتلة مظلمة تظهر أنهم يعلمون أن السم موجود في كأس الإسكندر, ولكن لا يوجد أي دليل في الفيلم كيف وضع السم في الكأس .
على النقيض من ذلك كان العديد من الكتَاب اليونانيين والرومان على يقين من الفاعل وكيف قام بوضع السم وأي سم استخدم. وأجمعوا جميعاً على أنه أنتيباتر, الجنرال الأول, الذي سلمه الإسكندر مسؤولية المنطقة المقدونية, ومسؤولية أولاده كاساندر و لولاس.
كان لأنتيباتر عدة أسباب تدفعه لقتل الإسكندر حيث أنه في ربيع عام 323 ق.م عزله الاسكندر من منصبوه ستدعاه إلى بابل, لم يذهب أنتيباتر وإنما ارسل كاساندر عوضاً عنه, وحسب عدة نظريات قديمة قام بإرسال مياه سامة معه جمعها من نهر ستيكس الأسطوري وبعد وصول كاساندر إلى بابل أعطى الماء لأخيه لولاس الذي وضع السم في كأس الملك.
العناصر الأساسية من هذه القصة هي نفسها في كل الروايات ولكن التفاصيل تختلف.
يذكر في بعض الإصدارات أن الفيلسوف أرسطو كان متأمراً حيث أنه كان صديق لأنتيباتر وفي روايات أخرى يقال أن ابن الإسكندر لولاس هو المتهم الوحيد في تسميم والده.
رفض المؤرخون قصة المياه المسممة وقالوا أنها حركة سياسية للإضرار بأنتيباتر وكاساندر كونهما المتنافسان على الخلافة بعد الإسكندر وكان لديهما أعداء كثر وخصوصاً أولمبياس, والدة الاسكندر. ربما فكرة مياه النهر اليوناني المسممة تبدوة سخيفة, فأعلن فريزر أن مياه النهر اليوناني لا تحتوي على أية سموم.
ولكن في إحدى المحاضرات في برشلونة عام 2010 المؤرخة مايور وأخصائي السموم أنتوينتي هايس أدلوا برأيهم في الموضوع بأن حجر الجير في جميع أنحاء مافرونيري يمكن أن يساعد على نمو بكتيريا قاتلة تسمى "calicheamicin"
اختبارات كيميائية تم التحضير لها من أجل معرفة ما إذا كانت هذه البكتيريا موجودة إلى يومنا هذا حيث يُعتقد أنه من الممكن أن تكون قد اختفت عقب هذه القرون الطويلة، اتفق مايور وهايس أن هذه البكتيريا من الممكن أن تسبب المرض العضال والوفاة ربما، مثلما حصل للاسكندر الكبير، بما في ذلك ارتفاع درجة الحرارة التي غالبا ما ينظر إليها على أنها دليل على الوفاة الطبيعية.
الأبحاث التي قام بها مايور وهايس ربما تفضي إلى نتيجة أن: الاسكندر الكبير قد قتل غيلة، على الرغم من أن الرواة أنفسهم توقفوا قليلا عند هذا الادعاء ولم يسهبوا فيه، حيث أنهم كانوا أكثر اهتماما بالأسطورة من سبب الوفاة بعينها. معظم الدراسات تشير إلى مادة شديدة السمّية هي ما جعلت أنتيباتر وأولاده مشتبها بهم في العالم القديم:
"رحلة كاسندر التي استمرت عدة أسابيع من أوروبا لبابل قبل أن تظهر الأعراض على الاسكندر قدمت صورة واضحة عن كيفية وصول تلك المادة الشديدة السمّية المعروفة بـ "ماء سايتكس" لربما قد تكون دُست في إحدى ولائم الإسكندر" (سيؤكد كاسندر لاحقا شكوك العالم القديم في أنه هو من دبر هذا الاغتيال حيث سيقوم لاحقا بإعدام أم الاسكندر وزوجته وابنه واغتصاب عرش مقدونيا) .
لقد أبدى الرواة اهتمامهم بأسطوريّة ماء السايتكس وذلك وفقت التخيلات الإغريقية، ذلك النهر الذي اعتُقد بأنه قادر على قتل كل من يشرب منه حتى الآلهة، جعلوه سلاحا ذكيا بين يدي أنتيباتر وأولاده كي يستخدموه. تضيف مايور في هذا السياق: "سم خطير كهذا سيضفي هالة من الألوهية على الإسكندر" ثم تردف قائلة: "إن سمّاً عاديا قد لا يفعل ذلك، حصرا مادة نادرة جدا ذات قوة أسطورية ستفي بالغرض لاغتيال الإسكندر" 
إن هذا اللمعان التي تحمله أسطورة السم قد يساعد في إماطة اللثام عن حقيقة القصة وكسر الغموض. ولكن من الواضح أن مطابقة سموم العالم القديم مع الأعراض التي تبدت لدى الإسكندر متاحة علميا، لتمهد وبشكل متزايد طريقا ممتازا نحو فك رموز تلك الواقعة.
ثلاثة محققين قاموا بالاطلاع على القضية في السنوات الأخيرة، وليجمعوا بذلك ثلاثة فرضيات جديدة حول من قد يكون من المحتمل أنه نظم عملية الاغتيال وهذه الفرضيات هي: بطليموس أحد جنرالات الريادة في جيش الاسكندر، فمن المحتمل أنه استخدم الزرنيخ بالتعاون مع روكسان إحدى زوجات الاسكندر، أو أن زوجة الملك هي من فعل ذلك باستخدام الإستركنين، أوربما الأطباء هم من فعلوا ذلك من غير قصد في حادثة خلطوا فيها الخطأ باستخدام جذور الخربق المجففة. 
آخر هذه النظريات ظهرت على يد النيوزلندي خبير السموم ليو شاب والمخبري الاسكتلندي جون جريف. عمل هذان الرجلان معا في فيلم وثائقي عام 2009 لعنوان "الموت الغامض للاسكندر الكبير" وانتهى شاب إلى خلاصة أن مسحوق الخربق البيضاء استخدمت كعقار طبي في العالم القديم على يد أطباء بلاد الإغريق ولكن ضمن نطاق محدود حيث أن الجرعات الكبيرة من الممكن أن تكون قاتلة، والتي وضعها الباحثان في الحسبان أن تكون هي سبب الأعراض التي بدت على االإسكندر الكبير. ثم مضى جريف في تخمينه بأن السم لم يتم دسه بواسطة قاتل أو جاني، وإنما عن طريق الخطأ قام الأطباء بإعطاء الإسكندر جرعة زائدة لشفائه، مما أودى بحياته دون شك وهو ما اتفق عليه أيضا شاب أيضا.
لكن ما قدمه كل من شاب وجريف لايمكن الاعتماد عليه فهو ليس تحليلا دقيقا، خصوصا أنه تمت دراسته بعض مضي 2300 سنة على الواقعة.
وفي عام 2004 قدم جراهم فيليبس نفس التحليل ولكن بنتيجة مختلفة إلى مركز لوس أنجليس: "جريمة الإسكندر الكبير في بابل والإستركنين هو السم المستخدم في عملية الاغتيال" وحاول فيليبس في تحليل هذا معرفة القاتل من خلال طرح تساؤلات مهمة "من كان قادرا على الوصول إلى الإستركنين" هذا النبات السام كان نادرا في المناطق التي امتد عليها طريق الاسكندر ويمكن أن يزرع حصرا في القمم المرتفعة في شبه القارة (باكستان حاليا) تلك المناطق لم يلحق بالاسكندر أي أحد من حاشيته فيها، ما أقصى من وجهة نظر فيليب كل المشتبه بهم المحتملين. إلا أن هناك احتمال آخر تناولها في تقريره وهو سيدة اسمها روكسان، حيث أنه شخص واحد فقط قادر على استعمال هذه الوسيلة وهي إحدى زوجات الملك الثلاث، حيث وقع الاسكندر في خلاف مع أولى زوجاته ، كما يفترض فيليبس، فتزوج بزوجتين أخريتين إحداهما روكسان وهن من قتلنه باستخدام مدية مغموسة بهذا السم، لكن هذه الرواية تفتقر إلى الأدلة.
وفي كتاب آخر نشر عام 2004 لبول دورتي بعنوان "وفات الاسكندر الكبير" أكد بأن الوفاة كانت بسبب الزرنيخ مستندا إلى علماء الكيمياء في القرن ال 19 حيث أن الزرنيخ وحرارة بابل ساهما معا في تحنيط جسم الاسكندر. حيث تروي الروايات أن جسم الاسكندر قد قاوم التحلل بفعل هذه المواد السامة التي حافظت على جسده، فقد دخل في 11 حزيران بغيبوبة عميقة ما لبث أن توفي بعدها، وتأخر المحنطون حتى وصلو بعد عدة أيام اعتقدوا أنه لا يزال على قيد الحياة بسبب هذه المواد التي حافظة على جسده بعيدا عن التحلل.
ويرى دورتي في كتابه أنه من دبر هذا الاغتيال هو بطليموس والذي حصد أفضل الغنائم بوفاة الاسكندر، فنزل في مصر الغنية وأسس لاحقا مملكة مستقلة وقوية استمرت لقرون وآخر ملوكها كليوبترا، وبالتالي فإن تخمين دورتي استند إلى حجة منطقية في اتهام بطليموس في ذلك.
ولا يستبعد أن يكون كل من زوجته روكسان وبطليموس وكل هيئة الأركان قد تآمروا على قتله، فقد أصبحوا يتعاموا مع رجل أصيب بجنون العظمة، فطموحه لم يعد يقف عند حد، فمن قرطاج إلى جزيرة العرب إلى ساحل البحر المتوسط كاملا، لقد كان يريد أن يحكم العالم كله، ما جعل خلفه فراغا كبيرا وضباطا وجدوا أنه أفضل مسوغ للتمرد والتخطيط للاغتيال.
ومع كل هذا الغموض الذي يكتنف قصة الاغتيال وتعدد الروايات، تبقى قصته حبيسة الدروب المسدودة، فتلك الروايات العديدة التي استند بعضها إلى الروايات الأسطورية وبعضها إلى الأساليب العلمية المفندة مخبريا إلا أن كل تلك الجهود ما كانت لتحل خيوط تلك المؤامرة، فمنهم من رفض مبدأ التسمم ومنهم من ذهب إلى أن الاسكندر الأكبر قد مات بفعل المرض ومنهم من اعتقد أنه :موت نتيجة عاملي السم والمرض، وكل ذلك لم يفض إلى نتائج نهائية.

يبقى أن نشير إلى الحقبة التي تلت عملية الاغتيال، فالفوضى والانهيار كانا عنواني المرحلة، ما يعني أن من دبر عملية الأغتيال قد فشل فشلا ذريعا في جعل الحكم لصالحه إذا ما افترضنا أنه اغتيال سياسي من أحل السلطة، فقط بطليموس نجح في الحصول على السلام كما مهدنا، حيث كان له نصيب وافر من الغنائم في مصر الغنية، أما بقية الجنرالات فقد استمروا في الاقتتال مع بعضهم البعض، وفي نهاية المطاف لابد أن نرى من الزاوية الأخرى, هل فعلا ضباط النخبة المقدونيين كان لديهم خبرة في السموم؟ إن نظرية المؤامرة التي تفضي إلى اتهام جنرالات النخبة تعني بالمعنى الصريح أنهم يغامرون بكل شيء، مما يفضي في النهاية إلى أنه من الأسهل تصور أن الإسكندر مات بسبب المرض على الرغم من كل الجهود الجبارة التي بذلت في مجال التحقيق لإثبات خلاف ذلك.