الاثنين، 13 فبراير 2017

                                 عيد الحب في سومر 
تمر علينا هذه الايام ذكرى عيد يوم الحب وهناك من يقول انه بدعه أو اكذوبة وأنا أقول لهم بأن العراق القديم وقبل أكثر من خمسة الاف عام قدس الحب وأكرمه وجعل له الهة وهي عشتار ودعوا اليه بقوانينهم التي تنظم حياتهم فالحب واجب بالزواج واستمراره والحب قاموس العائلة السومرية والحب دين السماء كما تؤكد الاساطير السومرية فجسدوا حب المرأة في بو ابي شبعاد والاميرة شاشا وحب الصديق في گلگامش وانكيدو وهم يقولون
(( من لايعرف كيف أن يحب لا يستحق أن يعيش ))
وكيف وهم يعشقون الموسيقى في كل وقت ويعتبرونها غذاء الروح وكيف وهم يعتبرون عبادة الاله بدون حب لاتعتبر عبادة حقيقية .
اذا هم من أسس الحب واحتفلوا به بأيام عديدة منها ايام رأس السنة وتتويج الملك وأكمال الدراسة وانجاب الاطفال .
وهناك في مدينة لگش السومرية يوجد شارع رئيسي فيها يسمى بشارع الموكب يقام به طقس من الحب فريد من نوعه حيث تأتي أغلب نساء سومر وهن يلبسن الوشاح الازرق والوشاح الاحمر على صدورهن في بداية الربيع وهن يسيرن بذلك الشارع والشباب على جانبي الطريق كل شاب تعجبه شابه يمسك بيدها ويذهبون للمعبد ويقومون بطقس الزواج .

كل شيء لديهم يقوم على الحب فالنحب كما كنا نحب ولانبغط ولانكره ولانقتل ف بالحب أرتقت سومر.

المقالة للباحث عامر عبد الرزاق


السبت، 11 فبراير 2017

                                  الملك الموسيقار 
الحضارة السومرية السعيدة الغافية على ضفاف نهر الفرات، ولد (شولكي)، وترعرع في أور ودرس في مدارس الكتبة (بيت الألواح). كان فتى في الصدارة، وأحرز السبق في كل من فن الكتابة والرياضيات. كان إنسانا بارعا. ولا شك انه كان بالغ الذكاء. تعلم الموسيقى التي كان يعشقها ولا ينام إلا على انغامها. بل صار موسيقيا ماهرا يعزف على آلات وترية أو هوائية، لأنه كان يلم بتقنيات الأصابع، ويفهم أنماط التأليف الموسيقي، وألف أغان وموسيقى وأعطاها لمدارس الكتبة في كل من (أور ونفر). عندما اعتلى (شولكي) دست الحكم على أكبر إمبراطورية في العالم، لم يهجر الموسيقى فالشعب السومري كان شعبا مرهف الإحساس متذوق، حتى أن ملكهم شولكي كان يسمى (الملك الموسيقار). فبالموسيقى دخل قلوب الناس، وكان شولكي في المناسبات المختلفة في بلاد سومر، يخرج ويعزف لشعبه مقطوعات موسيقية. وكان من أشهر الاته الموسيقية “قيثارة” وصفت بأنها ذات (ثلاثين وترا)، وآلة موسيقية أخرى سميت باسم أحد ملوك كيش القدامى (أورـ زبابا)، كما أسس شولكي دارا لتعليم الموسيقى ملحقة بقصره، تشبه إلى حد كبير معهد للموسيقى. ومن ابرز أعمال ذلك الملك العراقي القضاء على الأمية ومحاربتها. فقد نشر المدارس في أنحاء دولته وجعل جميع أبناء امبراطوريته يقرؤون ويكتبون كما يشير أحد النصوص المسمارية. كان شولكي يحترم كل المعتقدات الدينية الموجودة في البلاد التي تحت سلطته. ولم يكن يفرض معتقده أو دينه، فقد أمر ببناء معبد للإله (شرشيناك) في عيلام. كما تشير البقايا الاثارية التي عثر عليها في سوسة إلى إن شولكي بسط سيطرته السياسية على عيلام وانشان، فقد دخلت سوسة تحت الحكم السومري في السنة الثانية والعشرين من حكمه، وبقيت سوسة مدة طويلة تابعة للسلطة السومرية في أور، يديرها حكام تابعون لشولكي، ومن بينهم حاكم سوسة (اولكي ـ أوم). أما في العام 2112 قبل الميلاد، عندما ضعفت أور، شن العيلاميون حربا على أور فأحرقوها ونبشوا قبر شولكي، الذي شيد معابدهم ورمم قصورهم. كان شولكي رياضيا، عدّاء، يهتم برياضة الساحة والميدان. وتشير النصوص الى انه ركض من نفر الى أور وعاد بما مسافته ثلاثمائة وعشرون كيلو مترا. وكان يكرر ركض هذه المسافة مرات عدة، فهو في بعض الاحيان كان أسرع من العاصفة، كما يقول أحد النصوص المسمارية. كان دائما يظهر نفسه رياضيا يتمتع بقوة ومقدرة فائقة في العدو (كبغل جبلي). اهتم شولكي بطرق المواصلات بين ولايات دولته. ويفاخر في نص له انه وسع الطرق وجعلها مستقيمة. وأمن طريق السفر، وشيد عليها استراحات كبيرة، وزرع حولها حدائق وأشجار حتى إذا ما أتى المسافرون يمكنهم أن ينعموا بظلها. كان مبيت المسافرين في دور الاستراحة مجانا. ومن الاشياء اللافتة لدى الملك العراقي (شولكي) انه كان يعرف التحدث بلغات اخرى لم يعرفها الذين سبقوه. لهذا كان يستطيع محادثة ملوك وسياسيين وفنانين وتجار من بلاد عيلام وبلاد الشام ومصر واليونان والهند والصين من دون الاستعانة بمترجم. ومن أعمال شولكي المهمة في بداية توليه حكم الإمبراطورية هو تقسيم دولته إلى ولايات يدير شؤون كل واحدة منها حاكم يتمتع ببعض الحرية والاستقلالية. كما وضع شولكي تقويما جديدا ليستعمل في عموم الإمبراطورية، ووحد الأوزان والمقاييس في مناطق بلاده. كما بنى مصانع نسيج ونجارة وحدادة ودباغة فقضى على البطالة. كما اهتم بالزراعة. فصل الملك شولكي الدين عن السياسة. فالدولة في حكمه تدار من القصر وليس من المعبد. وهذا ما يشهد به قصره الكبير الذي بناه في أور. وسيطرت الحكومة في عهده على موارد المعبد الطائلة. ووضع جميع أملاك المعابد تحت سيطرة حاكم الولاية. وبهذا أصبح حكمه مدنيا. واقدم شولكي على وضع برامج اصلاحات ادارية واقتصادية. وكان شولكي أول ملك يذيع على الناس مجموعة من القوانين التي نسبت إلى أبيه، يذكر فيها صراحة ان هدف هذه القوانين حماية الضعيف اقتصاديا من الغني أو كما يعبر شولكي “لم أسلم اليتيم للرجل الغني؛ ولا الأرملة للرجل القوي”. يذكر أحد النصوص المسمارية انه شولكي “قد شغفته العدالة حبا، فكان لا يتكلم إلا ويسيطر على المجلس الذي يتكلم فيه”. اهتم شولكي بالعمران والبناء فأكمل بناء زقورة أور، وزقورة الوركاء، وجدد بناء حارة “تمال” مقر عبادة الآلهة (ننليل) في مدينة نفر. وكان شولكي أديبا يكتب الشعر والتراتيل.


الثلاثاء، 7 فبراير 2017

                                                 زواج تحت تاثير الكحول       
           


قصة طريفة من بابل  :
في عام 521ق.م سكن في بابل شخص عظيم الشأن يدعى ( ناركيا) ، وكان له اولاد صغار واكبرهم كان اسمه (نابو اخي بوليت) ، ولما كبر الابن وحان وقت زواجه وجد (ناركيا) الاب عروساً لأبنه (نابو اخي) اسمها (كوبوتوم) ، وفي يوم من الايام جاء (نابو أخي بوليت) الى بيت العروس (كوبوتوم) ليوقع عقد الزواج ، ولكن عرج هو الى احد بيوت الدعارة لكي يحتفل بوداع العزوبية ، وجمعة القدر مع شخص يدعى (أمورو شار اوتسور) او الوجيه السيباري نسبة الى مدينة سيبار ، ومعه حبيبته (تابلوت واخيها) والذين جاؤوا الى بابل للترفيه .
ولكي يتخلص الوجيه السيباري من تابلوت الذين لا يرغبان بعضمها ببعض وكأنهم مجبورين على بعض ، قام باسقاء (نابو اخي بوليت) وارسله الى العروس برفقة عبدته ولكنه لم يذهب الى عروسه (كوبوتوم) بل ان العبدة اخذته الى (تابلوت) حبيبة الوجيه السيباري ، حتى وقع (نابو اخي بوليت) عقد الزواج على (تابلوت) تحت تأثير الكحول .
وهذا ما سبب غضب (ناركيا) والد (نابو اخي بوليت) وخاصة انه عرف كيف تزوج ابنه من (نابلوت) ، فقام برفع دعوى في المحكمة الملكة على الوجيه السيباري (امورو) لأنه على غير علم من (ناركيا) زوج بالخدعة ابنه من (نابلوت) ، حانقلب اللأمر على نحو سيء على الوجيه السيباري فلكي يخلص نفسه فقام باحضار عبده وشاهدي زور مستأجرين وصرحوا في المحكمة عن براءة الوجيه السيباري من الزواج المشؤوم .
وانفعل القاضي من عقد الزواج وهدد تابلوت واخيها بوضعهما في الاسترقاق اذا لم يتركا (نابو اخي بوليت) بسلام ، حتى حكم بجلد شاهدي الزور والعبدة بعقوبة ضخمة وهي 1 تالنت (30.3 كغم من الفضة) ، وهذه النقود اقترضها الوجيه السيباري من مصرف اكيبي ، ثم هرب الى بيته في سيبار ولم يستطيع اصحاب المصرف استراداد اموالهم منه وبدلاً من النقود ترك لهم للذكرى قرار القاضي والعقود ، حتى اصبح الوالد (ناركيا) وابنه (نابو اخي بوليت) واصحاب مصرف اكيبي موضع سخرية للبابليين

الخميس، 2 فبراير 2017

                سنحاريب العظيم - Gilgamesh Sumerian 
       
الملك الآشوري سنحاريب 
Sennacherib

خلف سنحاريب أباه (سرجون الثاني) في عام 704 ق.م , وحكم الى عام 681 ق.م , (اي دامت فترة حكمه ثلاثة وعشرين عاما) , واشتهر هذا الملك بنشاط كبير في حقل البناء والتعمير ومشاريع الري الزراعية في بلاد اشور بالاضافة الى شهرته بأعماله الحربية وغزواته , واول مايمكن ذكره من اعماله العمرانية انه جعل نينوى العاصمة الرئيسية للأمبراطورية , ومن اجل ذلك وجه الشطر الاكبر من نشاطه العمراني الى تجديد ابنيتها وتجميلها وتوسيعها وتحصينها , فقد زينها بأقامة المعابد والقصور الجديدة وأنشأ الحدائق الباسقة , وجعلها عاصمة تليق بالامبراطورية الواسعة التي تطورت اليها المملكة الآشورية , فمن ناحية سعتها حولها من مدينة ذات محيط لا يتجاوز الميلين الى مدينة بلغ محيطها زهاء ثمانية أميال , وضمت قسمين جديدين خصصهما الملك سنحاريب للقصور والمعابد , وهما الموضعان المعروفان الآن بأسم تل"قوينجق" وهو القسم الشمالي من المدينة , وتل النبي يونس , في الجانب الثاني من المدينة على يمين الطريق الحديث من الموصل الى بغداد.
اما على الصعيد الحربي , فقد وجه الملك سنحاريب نشاطه الحربي بالدرجة الاولى الى الجبهة الغربية (بلاد الشام) وبلاد بابل . اما في الجبهتين الشمالية والشرقية اللتين بذل فيهما ابوه جهودا كبيرة فقد سادهما شيء من الهدوء والاستقرار النسبيين في عهد سنحاريب , فاقتصر الامر على ارسال حملات حربية ليست كبيرة الى جبال "زاكروس" وآسيا الصغرا ولاسيما اقليم "كيليكية" , وجاء ذكر اليونان , وبوجه خاص اليونان الأيوونيين , لأول مرة في اخبار الدولة الآشورية في كتابات سنحاريب.
وظهرت في زمن سنحاريب اقوام جديدة اندفعت من الانحاء الجنوبية من روسيا , وهم "الكميريون" (Cimmerians) الذين ورد ذكرهم في اخبار هذا الملك بهيئة "كمرايا" (Gimirrai) , وقد عبرت هذه القبائل جبال القوقاس في نهاية القرن الثامن ق.م الى اسيا الغربية وبلاد الأناضول , وفي بلاد فينيقيا وفلسطين أظهرت جملة دويلات العصيان والثورة على السلطة الآشورية , وقد جاء في هذه المرة جيش مصري لمساعدتها , وكان من بينها مملكة "يهوذا" في عهد ملكها "حزقيا" ,فبادر سنحاريب الى ضرب هذه الدويلات في عام حكمه الرابع (701ق.م). حتى اتم اخضاعها ونصب بدلا من الحكام والامراء السابقين حكاما جددا, وضيق الخناق على مملكة يهوذا وحاصر عاصمتها اورشليم , وترك على حصارها اكبر قادته الذي ذكر في التوراة بأسم ال"رابشاقة" (معناه كبير السقاة) , فقد أبى الملك "حزقيا" الخضوع والاستسلام بتحريض النبي"اشعيا" , ولاتعلم نتيجة الحصار بوجه اليقين , فتروي التوراة ان الجيش الآشوري حل فيه الوباء وفتك به , ولكن المرجح ان الجيش رفع الحصار عن اورشليم مقابل دفع جزية كبيرة من الفضة والذهب والنساء , من بينهن بنات الملك , كما جاء في حوليات سنحاريب.
ويبدو ان سنحاريب وضع الخطط وهو في فلسطين لغزو بلاد مصر , وشرع بالزحف في الطريق البري التأريخي من فلسطين حتى بلغ موضع العريش "رفح" , على بعد نحو (30) ميلا شرقي القناة الآن ولكن هذه الحملة لم تحرز النجاح بسبب العواصف والزوابع الترابية التي حالت دون مواصلتها السير الى داخل الاراضي المصرية , اما التوراة فتنسب اخفاق الحملة الى التدخل الالهي حيث ان"ملاك الرب خرج ليلا وضرب مائة وثمانين الف وخمسة آلاف".

وفي بلاد بابل أظهر سنحاريب القسوة البالغة ازاءها بسبب ظهور الثائر القديم مردوخ بلادان الذي ثار في عهد أبيه واستقل في بلاد بابل فترة طويلة , فعاجله سنحاريب في العام 703 ق.م وقضى على جموعه , ولكنه استطاع الافلات من الأسر , ونصب سنحاريب على بابل احد اتباعه من البابليين المسمى "بيل – ابني" الذي نشأ وتربى في نينوى , على ان مردوخ – بلادان ظهر مرة اخرى من بعد ثلاث سنوات , ولكنه اخفق في مسعاه , وبعد ستة أعوام على هذه الاحداث صمم سنحاريب على غزو المدن العيلامية في سواحل الخليج , فجهز لهذا الغرض حملة بحرية وبرية ضخمة في عام 696 ق.م وطهر الاجزاء الجنوبية من الثوار من انصار الثائر " مردوخ بلادان" والتقى من بعد ذلك الجيش البري بالأسطول الذي سيره الملك من نينوى الى مدينة "اوبس" وعندها نقله الى الفرات , وكان موضع الألتقاء في المدينة المسماة "باب ساليميتي" القريبة من مصب الفرات بالخليج , حيث كان النهران يصبان في الخليج منفردين . ونجح سنحاريب في غزو المدن العيلامية الساحلية , ورجع يحمل الغنائم وأسلاب الحرب الكثيرة , ولكن هذه الضربة لم تقض على تجدد الاطماع العيلامية ببلاد بابل , اذ انها استمرت من بعد ذلك في تحريضها على العصيان , فثار البابليون في عام 689 ق.م , وعندئذ صب سنحاريب جام غضبه على بلاد بابل فدمر المدينة المقدسة ودك حصونها وقصورها وسلط ماء الفرات على انقاضها واقسم ان بابل لن تقوم لها قائمة طوال 70 عام . ولما ترك بلاد بابل عين ابنه أسرحدون واليا عليها بالنيابة عنه

........................................................

مصادر داعمة للبحث

ملوك اشور - د.محمد الجميلي

عظمة اشور - هاري ساغز

احيقار الحكيم من الشرق الادنى القديم - انيس فريحة

العراق القديم - جورج رو

قصه الحضارة - ول ديورانت