الأربعاء، 1 أغسطس 2018

الشر المطلق
GILGAMESH SUMERIAN ( علي اركان )

 
الاعور الدجال او المسيح الدجال او ذو العين الواحدة هذه هي الاسماء التي اطلقتها الاديان و الثقافات على الرجل او الكائن الذي سوف يحارب في معركة نهاية العالم لتدمير البشرية وفق المعتقدات البشرية لكن ما حقيقة هذه القصة ؟

تتركز عقيدة الاعور في الاديان السماوية الثلاث لكن للاعور ارتباط و جذور عميقة في الحضارات القديمة لدى الشعوب السحيقة 

لكن في البداية يجب ان يعرف القارئ من هو الاعور الدجال.

بكون الدين الاسلامي هو من ركز على شخصية الاعور سوف يتم تعريفه وفق الموروث الاسلامي.

الاعور في الموروث الاسلامي :
هو رجل شاب جسيم هجان أحمر البشرة، قطط أي شديد جعودة شعر الرأس كأن رأسه وشعره غصن شجرة، كأن رأسه أصلة أي تشبه رأس أفعى الأصلة، أجلى الجبهة عريض النحر، في رواية أنه قصير وأفحج أي متباعد ما بين الفخذين وفيه انحناء في ظهره، أعور العين اليمنى كأنها نخامة على حائط مجصص وكأنها عنبة طافية وفي روايات أن إحدى عينيه ممسوحة وعينه اليسرى عليها ظفرة غليظة ومكتوب على جبهته كفر أو كافر يقرؤها كل مؤمن قارئ أو غير قارئ، كما يروي في الآثار أنه عقيم لا يولد له، وهو أشبه الناس برجل يدعى عبد العزى بن قطن كما جاء في الأحاديث.
كما أن الحديث الذي فيه تشبيه للدجال هو ((حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا سريج حدثنا فليح عن نافع عن ابن عمر قال -قال رسول الله أراني في المنام عند الكعبة فرأيت رجلا آدم كأحسن ما ترى من الرجال لمة قد رجلت ولمته تقطر ماء واضعا يده على عواتق رجلين يطوف بالبيت رجل الشعر فقلت من هذا فقالوا المسيح بن مريم ثم رأيت رجلا جعدا قططا أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة طافية كأشبه من رأيت من الناس بابن قطن واضعا يديه على عواتق رجلين يطوف بالبيت فقلت من هذا فقالوا هذا المسيح الدجال.

قبل خروج الدجال مباشرة وكما ورد في الأحاديث فإن معركة كبيرة (الملحمة)يُعتقد أنها بقيادة المهدي ستقع في الشام بين المسلمين وفسطاطهم بدمشق، وبين المسيحيين الروم في مكان بالشام يسمى بالأعماق أو دابق قرب حلب بسوريا بعد غدر الروم ونقضهم الهدنة.
(يرى بعض الباحثين أنها قد تكون معركة هرمجدون الفاصلة بين الخير والشر والتي يؤمن بها اليهود والمسيحيون والمذكورة في الكتاب المقدس) حيث يصالح المسلمون الروم صلحا آمنا ويشتركون معا في مقاتلة عدو من ورائهم فينتصرون ويغنمون ثم يعودن إلى مرج ذي تلول أي أرض خضراء يكثر فيها النبات عند دابق قرب حلب فيرفع رجل من الروم الصليب ويقول: غلب الصليب، فيغضب رجل من المسلمين، فيقوم إليه فيقتله فعند ذلك يغدر الروم ويجتمعون للملحمة ويعدون لها في 9 أشهر، فيأتون تحت ثمانين راية، تحت كل راية اثنا عشر ألفًا أي أن تعداد جيشهم 960 ألفا ويخرج لهم جيش المسلمين من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله، لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا، ويقتل ثلثهم  وروي أنه يكون عند ذاك القتال ردة شديدة فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيبقى هؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون ثم يبقى هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، فإذا كان اليوم الرابع نهض إلي جيش المسلمين بقية أهل الإسلام فيجعل الله الدائرة علي الروم المسيحيين فيقتتلون مقتلة قيل أنه لا يرُى مثلها حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتًا ويعد الرجل من تبقى من عائلته أو قبيلته كانوا مائْة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد، فلا يفرح أحد بغنيمة عنئذ أو ميراث، ويفتتح جيش المسلمين وضمنهم 70 ألف من بني إسحاق كما جاء في الحديث مدينة القسطنطينية ومدينة روما بالتكبير والتسبيح وبينما هم كذلك إذا سمعوا الصريخ وهو إبليس يقول أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم وأهليهم (وهي كذبة فلم يكن قد خرج بعد) فيتركون ما في أيديهم ويُقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة للاستطلاع قال رسول الله : "إني لأعلم أسماءهم وأسماء آبَائِهم وألوانَ خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذٍ"، وفي رواية أن الملحمة الكبرى وفتحُ القسطنطينية وخروجُ الدجال في 7 أشهر وفي أخرى 6 سنوات يخرج الدجال في السابعة.

ويقول ابن كثير في البداية والنهاية : " يؤذن له في الخروج في آخر الزمان بعد فتح المسلمين مدينة الروم المسماة بقسطنطينية فيكون بدء ظهوره من أصفهان من حارة منها يقال لها اليهودية وينصره من أهلها سبعون ألف يهودي عليهم الأسلحة والتيجان وهي الطيالسة الخضراء، وكذلك ينصره سبعون ألفًا من التتار وخلق من أهل خراسان فيظهر أولاً في صورة رجل لصالح ثم في صورة ملك من الملوك الجبابرة ثم يدعي النبوة ثم يدعي الربوبية، فيتبعه على ذلك الجهلة من بني آدم والطغام من الرعاعٍ والعوام، ويخالفه ويرد عليه من هدى الله من عبادة الصالحين وحزب الله المتقين، يأخذ البلاد بلدًا بلدًا وحصنًا حصنًا وإقليمًا إقليمًا وكورة كورة، ولا يبقى بلد من البلاد إلا وطئه بخيله ورجله غير مكة والمدينة "
وأيامه منذ ظهوره إلى نهايته هي 40 سنة وفي رواية 40 يوما، يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع وسائر أيامه مثل الأيام العادية 


الاعور الدجال في الحضارات القديمة  :

سكان بلاد الرافدين هم اول من اوجد عقيدة الحرب النهائية و فكرة المنقذ الازلي 

بين صاحب العين الواحدة الذي يمثل الشر المطلق و الاله ادد او تموز.

بينما في بابل تصوروا ان الحرب الازلية قبل الخليقة بين تيامت الالهه القديمة و الاله مردوخ خالق العالم و الالهه الجديدة.

صور الشر المطلق في بلاد الرافدين

 انه كائن بين الذكورة و الانوثه بعين واحدة و راس يشبة قرص الشمس يولد من شر و حقد البشر و عدم التزامهم بالاخلاق و المبادئ و سلك طريق الظلام عبر القتل و السرقة و البغي المحرم و عصيان الالهة الخ....

لوح من اشنونا ( ديالى حاليا) يظهر احد الاله يطعن الشر المطلق
2000 - 1700 ق.م


في مصرالقديمة 

كانت العين الواحدة ترمز الى عين الاله رع ( حورس )

التي تملك قوى الهية عظيمة فهي ترمز الى الرخاء و الصحة و السحر و الخلود و القدرة على البعث.

يقول النص الهيروغليفي القديم

عين حورس هي حاميتك، أوزوريس إله الغربيين هو حارسك، سيهزم كل أعدائك،وكل أعدائك هم جزء منك )

* يقصد بكلمة الغربيين ( الموتى ) كان المصريين يعتقدون ان موقع عالم الموت هو الغرب و اوزوريس هو اله البعث و الحساب و كذلك رع 

عين رع رمز مصر القديمة



في اليونان القديمة 

العين الواحدة تعني السايكلوب او كيلكوبا هي مسوخ متوحشة ذات عين واحدة مستديرة تعيش في تارتاروس ( هو سجن تحت الارض يسكنه من تمردوا على زيوس )

يكلكوبا هم ابناء اورانوس و غايا عملهم صناعة صواعق زيوس 

كيلكوبا

المسيح الدجال هو خليط بين معتقدات الحضارات القديمة الدجال ليس الا صندوق بندورا في الديانات الابراهمية الذي يتجلى فيه الشر اجمع قد وصلت هذه الافكار و الاساطير الى الاديان الابراهيمية عن طريق اليهود الذين عاشوا في بابل ذلك سمح لهم باقتباس اكبر عدد ممكن من المعتقدات الرافدينية و المصرية بحكم العلاقة بين الحضارتين.

كما يقول جورج ويلز : خرج اليهود من بابل ومعهم الشطر الاكبر من التوراة .

وكما هي العادة مع كل قصة مقتبسة من حضارات العالم القديم فهي لا تخلوا من التناقض و التشوة في الهوية الجوهرية و مشاكل في ربط الاسباب مع الطريقة 

تناقضات في القصة الابراهيمية 

التناقض الاول - حديث نبوي

انه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال وإن الله لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال


اذا الجميع يعرف الدجال بالطبع هذا لا يعد تناقض لكن التناقض ان هذه الشخصية لم يصل اي معلومات عنه سوى انه اعور و على جبينه ك.ف.ر و هذه المعلومات لم يوصلها الا نبي واحد من بين 124 الف نبي 

التناقض الثاني - العين العوراء
حديث نبوي: الدجال أعور العين اليسرى جفال الشعر. وفي موضع آخر في صحيح مسلم: وإن الدجال ممسوح العين عليها ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر

حديث نبوي :إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى

كيف يكون هناك حديثين لنفس النبي لا يتوافق الاول مع الثاني وهو الذي يعلم هويته !


التناقض الثالث - ابيض و اسود

في رواية حنظلة: عن النبي: رجلا أحمر اجعد الرأس

وفي رواية الطبراني عن النبي أنه: آدم جعد.

رجل أحمر (يعني أبيض)، رجل آدم (يعني أقرب للسواد)،

التناقض الرابع - انسان صالح

حديث تميم الداري قال: فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا، وأشده وثاقا، مجموعة يداه إلى عنقه، ما بين ركبتيه إلى كعبية بالحديد. وإني مخبركم عني إني أنا المسيح.

كيف يكون انسان صالح وهو يريد تدمير العالم ويريد قتل الناس و نشر الفتن الخ.....

التناقض الخامس - دخول مكة


حديث نبوي - يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة

حديث نبوي - لا يدخل المدينة ولا مكة

التناقض السادس - ضحك ام تكذيب

حديث نبوي : إن الرجل الذي سيقتله الدجال سيقوم بعد إحيائه يضحك فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض. ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك، فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم.


وفي رواية أخرى عند مسلم: إن الرجل لن يقوم يضحك، بل سيقوم يشهد على الدجال بكذبه، وتحذير الناس منه.

التناقض السابع - مكان مقتل الدجال 


في رواية المصنف: ليقتلنه ابن مريم بفناء لد


في رواية أحمد: فيهلكه الله عند عقبة أفيق.

(تأمل الاولى  ببيت المقدس، والثانية في نواحي الاردن).

التناقض الثامن - من يقتل الدجال 

في رواية المصنف: ليقتلنه ابن مريم بفناء لد

قال مسلم إن النبي قال: فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس .. قال أبو اسحاق: يقال إن هذا الرجل هو الخضر

و الكثير من التناقضات التي لن يسعفني الوقت لذكرها 

النهاية :
 هنا ادلي الستار حول مقالتي التي اظهرت فيها اقدمية هذه الاسطورة لدى الحضارات القديمة و انعكاسها على الاديان الابراهيمية و حول كيفية وصول هذه الاسطورة الى التراث الديني الابراهيمي 

بحث و كتابة و تدقيق - علي اركان ( GILGAMESH SUMERIAN)

---------------------------------------------------------------------------------

المصادر 

الاساطيرالسومرية - صموئيل كريمر

القوى الكامنة - حكمت بشير الاسود 

الحضارات القديمة - د.طه باقر 

تاريخ الانسانية - جورج ويلز 

التوراة البابلية - الاب سهيل قاشا 

كتاب الموتى الفرعوني - برت ام هرو بدج

الالياذة - هوميروس

صحيح مسلم 

صحيح البخاري

بحار الانوار - المجلسي 





الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017

اور العظمية 

لعراق غنية بالتاريخ حيث انه يوجد بها واحده من اقدم الحضارات الموجودة في المنطقه العربيه و العالم و الكل يعلم ذالك و سوف نتكلم عن واحده من اهم معالم مدينة أور التاريخيه و التي هيه الزقورة او كما تلقب زقورة أور و هيه احد المعابد والتحف المعمارية الباقية من الحضارة السومرية القديمة

مدينة أور:
أور هيه مدينة سومرية قديمة تقع قي جنوب العراق او ما يعرف بـ (وادي الرافدين) كانت تقع هذه المدينه على مصب نهر الفرات على الخليج ولاكن مع التغيرات الجيلوجيه عبر الاف السنين تغير اتجاه النهر و تغير موقع الخليج فاصبحة هذه المدينة تقع في منطقة نائيه على بعد 220 كيلومترا الى الغرب من الخليج  و قد كانت في يوم من الايام عاصمة للسومرين و لها دور مهم في العصر القديم و تعتبر هذه المدينه واحده من اقدم حضارات العالم
رسم يتوقعون فيه شكل مدينة أور

زقورة أور:
تعتبر زقورة اور واحده من اقدم و اكبر المعابد التي بقية قائمه من حضارات العراق القديمه ليومنا الحاضر
رسم يتوقع شكل الزقورة الاصلي قبل ان تتهدم و تصبح على الشكل الحاضر

يتوقع ان ارتفاعها الاصلي كان 70 قدمان و قام ببناها الملك اورنمو 2100 قبل الميلاد من أشهر الزقورات في بلاد الرافدين و جاءت الزقورة مخصصة لعبادة الاله القمر (نانا) فقد كانت من أكثر الزقورات شهرة والاكثر مقاومة وصموداً امام الزمن واثارها ما زالت شامخة إلى يومنا هذا

يعد العالم ليونارد وولي المسؤل عن البعثة المشتركة للمتحف البريطاني و جامعة بنسلفانيا بين عامي 1922-1934 هوا أول من قام بالتنقيب العلمي المنظم في موقع مدينة اور الاثرية فكشف بعمله هذا عن صورة واحدة من حضارات وادي الرافدين، وعن اثار وكنوز عظيمة لا تقدر بثمن تحكي قصة حياة شعب وادي الرافدين في فجر التاريخ
 يصف ماكس مالون الاثاري الذي عمل مع وولي بان زقورة اور لا يجد ما يقارن بها في بلاد الرافدين كلها، بسبب اللون الاحمر القاني والتكوين البناء الذي استخدم فيه الاجر وبسبب الترتيب المستنبط ببراعة المبنى كله و سلالمه الثلاثه المؤلفة كل منها من مئة درجة. كانت الزقورة ابان التنقيب فيها اثر رائع بشكلها المهيب الضخمة والانحناء اللطيف لواجهتها، ختمت كل اجرة من الاجر المشوي الذي شيد فيه هذا الصرح الفخم ياسم اورنمو مؤسس سلالة اور الثالثه، الذي عمر اور وجعلها عاصمة بلاد سومر، وبذلك حوًل المدينة القديمة المبنية من الاجر الطيني إلى مدينة مبنية بالاجر المشوي، وكان البرج الذي يتكون من ثلاثة طبقات متوجاً بالقمة بمعبد صغير