الأحد، 29 يناير 2017


اقدم قصيدة حب في التاريخ ( زوجة الملك شو سين ) لزوجها

أيها الزوج العزيز على قلبي 
جمالك باهر ، وحلو كالعسل 
أيها الأسد العزيز على قلبي 
جمالك باهر ، حلو كالعسل
أسرتني ، فدعني أقف مضطربة امامك 
أريد أن تقودني بيدك إلى الغرفة 
أسرتني ، فدعني أقف أمامك مضطربة أمامك
أيها الأسد ، أريد ان تقودني بيدك إلى الغرفة
أيا زوجي دعني أداعبك 
فمداعبتي الولهى أحلى من العسل 
وفي الغرفة المملوءة بالعسل
دعني أنعم بجمالك الساطع 
..
ايها الأسد ، دعني أداعبك 
فمداعبتي الولهى احلى من العسل
وجدت في يا زوجي كل لذائذك 
فقل ذلك لأمي فتهدي إليك الثمار 
وقل ذلك لأبي فيغمرك بالهدايا
وانت ما دمت تحبني 
فاقترب ، اتوسل إليك ، وداعبني 
أنت يا آلهي وحارسي 

إقترب ، اتوسل إليك ، وداعبني .

الجمعة، 27 يناير 2017

                                 شيدو لاماسو



"شيدو لاماسو" ... هكذا يرد إسمه في الكتابات الآشورية، وأصل كلمة "لاماسو" هو من "لامـّو"(Lammu)  السومرية وكان هذا الإسم يستعمل لأنثى من الجن مهمتها حماية المدن والقصور ودور العبادة، أما الجن الذكر الحامي فكان بالسومرية يُعرَف بـ "آلادلامّو" (Alad-lammu) وبالآشورية القديمة (الآكادية) سمّيَ "شيدو" (1) – (2) ، ولا تزال عبارة "شيدا" وأحيانا "شدّا" تستعمل بالآشورية الحديثة ومعناها أيضا "الجن" ومنها تأتي عبارة "شيدانا" المستمدّة من المعتقدات الآشورية القديمة حول "الممسوسين من الجنّ" ومن هذه العبارة أتت "مجنون" بالعربية، أيضا من الفكرة الآشورية ونسبة إلى الجنّ..

ويقع الكثير من الناس في مغالطات عاطفية غالبا ما تكون ساذجة في ظاهرها وصادرة عن إناس بسطاء، إنما نابعة من أيديولوجيات سياسية أو دينية سابقة تهدف إلى تشويه التاريخ بالقول بأن الآشوريين القدماء قد عبدوا "الثور المجنـّح"، وأبسط ما يدحض هذه السذاجة هو المدونات الآشورية. وبحسب أستاذ علم الآثار الآشورية جون راسل، لقد ورَد ذكر هذا الجنـّي في كتابات الملك الآشوري سنحاريب كما يلي: "لقد جلبت رجالا أسرى من المدن التي غزوتها وبنوا لي قصرا يقف على بوابته إثنان من الآلادلامـّو ..."  وبهذه الحال إن تهمة "عبادة الثور المجنح" تبطل لأنه ليس من الممكن أن يكون الإله حارسا على بوابة قصر عبده.

والكثير أيضا يعتقدون بأن اللاماسو هو نبوخذ نصّر(562- 605 ق.م) (4)  ، كون الله – بحسب  التوراة – قد حوّل نبوخذ نصّر إلى ثور بأظافر النسر (دانيال، 4: 31-34) وينسبون الثور المجنح إلى نبوخذنصر علما أن اللاماسو عمره أقدم من أجداد نبوخذنصّر.

واللاماسو هو نوع من الكائنات الأسطورية المختلطة التكوين، فهي في أكثر الأحيان ثور مجنح برأس إنسان وأقدام أسد، أو برأس إنسان وأقدام ثور -  وقد أخد أشكالا عدة خلال حقبات التاريخ، وحتى في آشور نفسها حيث نجده أحيانا تحول إلى أسد غير مجنـّح ولكن برأس إنسان ذي أيدي وهو مخصص للحماية أثناء الإستحمام (تقول المعتقدات الآشورية القديمة أن رمي أو تحريك المياه الساخنة تجذب الـ"بازوزو"  أو الروح الشريرة، ولا تزال النساء حتى اليوم تستعملن عبارة ".. كش .." عفويا، وهي لطرد الأرواح الشريرة لدى رمي أو تحريك الماء الساخن، ويسمى هذا الأسد المجنـّح بالآشورية "أورمالولــّو"، وقد وجدت إحدى لوحات الأورمالولــّو في حمـّـام قصر الملك آشور باني- أبلي (بانيبال)، ويعود عمر اللوحة إلى العام 640 قبل الميلاد.

وإن اللاماسو هو قوة تجمع أربعة عناصر تكوّن الكمال (الأسد للشجاعة والثور للقوة والنسر للمجد والإنسان للحكمة)، وهو فكرة مستمدّة من اعتقاد البشر بالعناية الخارقة، وقد امتدت هذه الفكرة لمختلف الحضارات حيث نجد حزقيال في  التوراة حين كان مسبيا من قبل الآشوريين، يتحدّث عن مركبة رآها فوق نهر الخابور لها رأس إنسان وأقدام عجل وجسم أسد وأوجه مطلة في كافة الإتجاهات .. (حزقيال، 1: 1-14)

كما نجد اللاماسو الآرامي ، كذلك انتشرت الفكرة إلى حضارات أقاصي آسيا ومنها التاميل ومنه جاءت شخصية الـ"غيوكي" الأسطورية اليابانية في مهرجانات الـ"متسوري" الشهيرة، وحتى الرومان الذين استعملوا في نقودهم رمز الثور برأس إنسان وذلك في مدينة بالميرو جنوب إيطاليا – القرن الرابع قبل الميلاد، وقد وجدت رسومات مصرية حول أبي الهول الذي يقاتل ويدوس على أعداء الفرعون تحوتموس  وتمثال أبي الهول لا يزال أمام أهرام الجيزة حارسا قبور الفراعنة وكنوزهم، كما أن فكرة "الملاك الحارس" التي رسّخها في الكنيسة الفيلسوف ديونيسيوس الأريوباغي Dionysius the Areopagite)) (6)، مستمدّة من فكرة "عناية الله" بأشخاض مختارين لهداية البشر وهم في أغلب الأحيان القديسون، وقد انتشرت فكرة "الملاك الحارس" لتتمثل في الفن الديني مثل الأيقونات لدى الكنيسة الأورثوذوكسية الروسية، لا بل تعدى ذلك إلى تبني عناصر اللاماسو كرموز للرسل الإنجيليين الأربعة (متى، مرقس، لوقا، يوحنا) كما في الأيقونات اليونانية اوكذلك الأمر في الكنيسة القبطية وحتى الكنيسة الكاثوليكية وذلك واضح في سيرة الإنجليين الأربعة التي أهداها البابا غريوريوس إلى القديس أوغسطينوس في العام 587 م حيث نجد صوراً للوقا ومرقس وفوق كل منهما رمزا يحميه (النسر لمرقس والثور للوقا والإنسان لمتـّى)  الثور المجنح نفسة (رمز لوقا) بنقش واضح من العاج، من القرن الثاني عشر الميلادي   -  وصورة أخرى من العام 820 م 

ولا يخفى على أحد بأن أوّل من جمع الأناجيل الأربعة هو "ططيانوس الآشوري" ( الحديابي ) (130-180م) الذي جمع الأناجيل الأربعة في كتابه "دياطسرون"  لذلك فمن الطبيعي أن يتم وضع البصمة الآشورية على فكرة المربـّع الإنجيلي، كون البشارة تتصف بالكمال (الحكمة والشجاعة والقوة والمجد)، وهذا ما أراده ططيانوس للبشارة بالسيد المسيح. 


وهكذا نلاحظ مرّة أخرى رقيّ الفلسفة الآشورية لتكون ليس رسالة نبوءة فحسب (قيامة المخلص بعد موته بثلاثة أيام في آكيتو، والثالوث الأقدس الآشوري قبل المسيح ، بل أيضا وأيضا أساسا للتعبير عن مقوّمات الديانات اللاحقة وبشكل خاص المسيحية التي يأبى القسم الأكبر من أتباعها أن يوصلها بمقدمتها الآشورية لأسباب عاطفية ويعود ذلك إلى "خوفهم" من الله أكثر من "إيمانهم" به.

الثلاثاء، 24 يناير 2017

             اسطورة ايميش و اينتين - Gilgamesh Sumerian 

تعتبر هذه الاسطورة اسطورة تنظيم للفصول ، الا انها في الوقت نفسه اسطورة صراع بين اخوين تذكرنا بالصراع بين هابيل وقابيل في القصة التي وردت في التوراة ، والاختلاف الوحيد بينهما انها تنتهي بالمصالحة لا بالقتل ، ويسمى ايميش (الصيف) براعي الالهة ، واينتين (الشتاء) يسمى بفلاح الالهة ، فهي اذ تعبر عن فصلين لكنها تخفي الصراع بين الفلاحة والرعي وتنتهي بتفضيل الاله انليل الشتاء والفلاحة على الصيف والرعي ، وتبداً الاسطورة بقرار انليل خلق ورعاية الاشجار والقمح لينشر الرخاء على الارض كلها ، ولكي يعمل ذلك يخلق الالهين الاخوين ايميش (الصيف) واينتين (الشتاء) ، ويحدد واجبات لكل منهما ، وهذا نص الاسطورة :
(( هو الذي سبب وفرة البقر والعجول ، وهو الذي زاد في نتاج السمن واللبن ،
وفي السهل ، هو الذي ادخل المرح الى قلب المعزى الوحشية والخروف والحمار ،
طيور السماء ، هو الذي مكنها من بناء اعشاشها في الارض الواسعة ))
ويقرر انليل وظيفة ايميش كما يلي :
(( ايميش خلق الاشجار والحقول وهو الذي اكثر من الاسطبلات وزرائب الغنم ،
في المزارع ، هو الذي انتج الوفرة الغلة الوفيرة ، هو الذي ملأ بها البيوت ، هو الذي وضع الاهراء اكواماً عالية ))
ويحدث الصراع بين الاخوين ويدعى اينتين انه فلاح الالهة فيتحداه ايميش ، حتى يقرران الذهاب الى مدينة نفر والمثول امام الالهة انليل ليفصل بينهما فيذهبان ويعرضها أمرهما ، فيقول انليل :
(( ان المياه التي تخلق الحياة في جميع البلاد ، قد اوكل أمرها الى اينتين ،
وبوصفه فلاح الالهة ، فقد انتج كل شيء ،
ايميش .. يا بني لا تقارن نفسك باخيك انتين ،
ان كلمات انليل السامية العميقة في معناها 
والقرار المتخذ غير قابل للنقض ، من ذا الذي يجرأ على نقضه؟
ركع ايميش امام اينتين 
والى بيته جاء بالنبيذ والعنب والتمر
ايميش قدم لأخية اينتين الذهب والفضة وحجر اللازورد
وفي نشوة الاخوة والصداقة ، سكبا الخمر بكل سرور ، 
تمجيداً وتكريماً للالهة 
وعقد العزم على العيش سوية بحكمة
وبنتيحة هذا الخصام 
برهن اينتين فلاح الالهة المخلص ، على انه اعظم من ايميش

ان هذه الاسطورة تؤكد ان فصل الشتاء في وادر الرافدين ، رغم قسوة برودته ، كان يمنح وفرة هائلة من النباتات والحيوانات ، وان الاله انليل أمر أرجحي هذا الفصل على الصيف بسبب حكمته العميقة.
.....................................
مصادر الاسطورة
متون سومر - خزعل الماجدي 

الاساطير السومرية - صموئيل كريمر 


الأحد، 22 يناير 2017

                             ديوجين فيلسوف بابل
الفيلسوف ديوجين البابلي :

ديوجين هذا الذي ينعت بالسلوسي (او السلوقي ايضا نسبة الى مسقط رأسه مدينة سلوكيا او سلوقيا قرب بغداد وتسمى "تل عمر" حاليا)، هو فيلسوف رواقي عراقي الاصل ولد في عام 240 ق. م. ودرس في بابل وسلوكيا وبورسيبا قبل ان ينتقل الى اليونان حيث برز فيلسوفا ودبلوماسيا لامعا قبل وفاته في عام 150 ق.م عن عمر تجاوز المائة عام. وكان ديوجين (ويعني اسمه "صنع الله" وهو اسم اغريقي مركب من كلمتي "Dio" وتعني الله، و"Gen" وتعني الصنع او الخلق او التكوين)، يلقب من مؤرخي الفلسفة اليونانيون بـ "مصباح الحكمة" للمستوى العقلي الرفيع الذي تميز به. وقد كلف ديوجين البابلي بعدد من مهمات حل النزاعات في اليونان واشتهر بالحكمة والخطابة والذهن الوقاد كما افتتح في اثينا مدرسة لتدريس الفلسفة والخطابة للمثقفين اليونانيين والرومان وقد برز عدد منهم لاحقا واحتلوا مناصب عليا، فيما ارسل هو سفيرا لأثينا في روما. 
وقد نقل ديوجين الكثير من المفاهيم البابلية في الفلسفة والمنطق والفلك والقانون والدبلوماسية الى اليونان حيث كان اول من دافع عن مبدأ الملكية الخاصة، واول من استخدم دليل سبب الوجود (السبب الانطولوجي) لاثبات وجود الله قبل ديكارت بنحو الفي عام، وتنبأ بحدوث تقلبات فلكية. واشتهر من افكاره مبدأ وجوب توظيف العقل في فهم الاشياء المتوافقة مع الطبيعة ورفض الاشياء المضادة له. وله آثار شهيرة اهمها دروسه حول "الاصوات" و"حول الجدل" و" حول الموسيقى" و"حول الخطابة" و"حول اثينا"، و"حول الزواج" وحول "تجاوز الحزن" كما له كتاب في الفلك بعنوان (حول النجوم) يعتمد على مراقبة النجوم، استقى منه شيشرون معظم مواد كتابه عن التنجيم.

الخميس، 19 يناير 2017

                                   اسطورة رياح الخراب- Gligamesh Sumerian
أسطورة الأزل، فتنة لا تقاوم، إغراء فاق التصور، كتلة هائلة من الجمال الذي يعجز البشري عن مقاومته فوقع في فخ المحظور، تائهة في البرية، غزالة تغوي كل من رآها، لا تقوى عينا المرء على إبعاد ناظريه وقلبه عنها، الخطيئة الأولى كما يسميها البعض، وحالة الحب الأزلية كما يراها آخرون، شيطانة في هيئة امرأة، براءة في خبث أنثى، سيل من عبق الجاذبية يسري في أوصالها فتغري كل من وقعت عيناها عليه ويفتتن بها كل من اشتم رحيق عطرها الآسر، نعم إنها ليليث، رمز الجمال والأنوثة الصارخ، هي الشماعة التي يعلق عليها الخطاؤون ذنوبهم، هل حقاً هي السبب؟ لماذا يحتاج آدم دائماً إلى ليليث ليلقي بثقل معاصيه عليها؟ ولكن ألا تستحق بالنتيجة أن يكتوي آدم بنارها..؟
انشغل البشر منذ الأزل وانهمكوا بتشخيص طبيعة هذا المخلوق الأسطوري، فنسجوا القصص الخيالية عنها وشاعت الروايات، اختلفوا حول توصيفها وتاريخ خلقها وأفعالها، وحتى على تحديد اسم لها، ابتدأ ذلك السومريون فأطلقوا عليها اسم «ليليتو» باللغة الأكَّادية، ليلحق بهم العبرانيون فأسموها «ليليث» باللغة العبرية، ثم جاء العرب باسم «ليل» باللغة العربية، وجميع تلك الأسماء مشتقة من معنى الظلام بوصفها أنثى ليلية.
جسَّد السومريون ليليث للمرة الأولى في الألفية الثالثة قبل الميلاد، فجعلوا منها شيطانة محركة للرياح أو ما عُرف باسم «ليليتو» آلهة الريح الحارة التي ترافق العواصف فتجلب معها المرض وتسبب وفاة النساء أثناء الولادة وحمى النفاس، جرى اكتشاف أول ظهور لاسم ليليتو على قرص طيني سومري يعود تاريخه إلى نحو عام 2000 ق. م، وتقول الأسطورة إن الإله أمر بخلق شجرة صفصاف في مدينة أورك في بلاد الرافدين، كبرت الشجرة وسكن تنين في جذورها مع طائر عملاق مخيف، في حين عاشت ليليث في جذعها، وأن الملك السومري جلجامش قام بقتل التنين واقتلاع الشجرة، لكن ليليث تمكنت من الهرب مع الطائر إلى الغابات، وذكرت الأساطير السومرية أن ليليث كانت تجوب الطرقات ليلاً لتفتن الرجال وتجلبهم إلى المعبد لممارسة الطقوس المقدسة للخصوبة.
كما اكتشف أيضاً اسم ليليث محفوراً عند الحضارات اللاحقة على الرُقم والنقوش في الآثار البابلية والآراميّة، وكان ذلك خلال الألفية الثانية والأولى قبل الميلاد، ليظهر مجدداً اسم ليليث في القرن السابع قبل الميلاد في الأساطير العبرية والكتب اليهودية، وقد وردت قصتها في الكتاب المقدس «العهد القديم» في الإصحاح الأول والثاني من سفر التكوين الذي يروي بداية الخلق، وكان مفاده أن ليليث خلقها اللـه لتكون شريكة لآدم زوجة أولى له قبل حواء، إلا أنها تمردت على آدم وأبت الخضوع له فهجرته وهربت من جنة عدن إلى الأرض، لترتبط بالشيطان وتلد منه مئات الأولاد، اشتكى آدم إلى الله، فأرسل لها ثلاثة ملائكة لإقناعها بالرجوع أو قتلها، لكنها رفضت فحُكِم عليها بأن تصير عاقراً وأن يموت مئة من أولادها كل يوم، فدفعها ذلك للانتقام من ذرية آدم وحواء بأن تقوم بدورها بقتل أطفالهم، وهذا ما جعل النساء في العصور القديمة يضعن أنواعاً من الصيغ السحرية وتعويذات منقوش عليها أسماء هؤلاء الملائكة ليكفّوا بلاء ليليث عنهن، وهي مستوحاة من تقاليد مذهب الكابالا، كما وصفت في الكتاب المقدس بأنها بارعة الجمال والذكاء وشديدة الإغراء، تملك أجنحة ومخالب وأنها الأفعى التي أغوت آدم وحواء لأكل التفاح من الشجرة المحرمة. كما تم ذكرها في العهد القديم أيضاً في كتاب الرسل- إشعيا في الإصحاح 34، فقال إنها ستجد مأوى ومستقراً للراحة في منطقة «آدوم»، الواقعة بين جنوب فلسطين وخليج العقبة، بعد أن تتحول إلى كتلة نارية ومكان مقفر ويعمُّها الدمار والخراب، ووصف ليليث بأنها خراب العالم.
استمر الجدل والنقاش بخصوص فكرة ليليث إلى عصرنا الحديث، فجرى تجسيد ليليث وسرد قصتها بأشكال متعددة في الأعمال الأدبية العالمية، وتم تصويرها بأنها المرأة الشهوانية المتمردة والثائرة التي تصر على حقها في الحرية واللذة والمساواة مع الرجل المستبد الذي يعمل على فرض سلطانه عليها، ففي عام 1667م كانت الملحمة الشعرية «الفردوس المفقود للكاتب الإنكليزي جون ميلتون، التي تدور حول هبوط الإنسان من الجنة إلى الأرض، وجسدت ليليث في هذه الملحمة أحد أدوار البطولة لكونها الأفعى الساحرة التي أبدعت بإغواء آدم وحواء، كما استحضرها الأديب والشاعر الفرنسي فيكتور هوغو عام 1886 في كتاب «نهاية الشيطان» مصوراً إياها بمظهر قبيح على أنها مصاصة دماء مرعبة ووصفها بامرأة الظلام والروح السوداء للعالم، وأيضاً تناولها الشاعر والرسام الإنكليزي دانتي غابريال روسيتي في الفترة ما بين عام 1870 و1880، فأظهر ليليث على أنها جنيّة خالدة مغوية وساحرة بجمالها الفتان المدمر للرجال حيث تقودهم إلى ضياعهم بكل سرور، ويقعون ضحايا يشباكها من دون اهتدائهم لسبيل النجاة من شعرها الطويل الذي يلتف حول أعناقهم كما الأفعى.
انحسرت أسطورة ليليث- بشكلها الدارج- على أنها رمز للغواية والشر المطلق مع بداية خروج أوروبا من حقبة الظلام، لتصبح ليليث في عصرنا الحديث رمزاً لتحرر المرأة وتخلصها من سيطرة الرجل وانعتاقها من هيمنته وسلطته، وبات اسمها وصورتها الافتراضية رمزاً للكثير من الجمعيات والمجلات النسائية حول العالم الداعية للتحرر، وجرى تسويق فكرة أن ليليث تفوقت على آدم بالذكاء وهو ما دفعها للسأم منه وهجره طوعاً، تعبيراً عن رفضها أن تكون مجرد أم وزوجة ينحسر دورها بخدمة الرجل وتلبية احتياجاته بالشكل التقليدي.
وإن تأملنا الطبيعة البشرية من دون تزييف ولا طمس للحقيقة، فسوف ندرك أن ليليث مازالت تمكث في تكوين جميع النساء من دون استثناء، مناصفة ومشاركة مع خليفتها حواء، سنجد في شخصية كل امرأة جانباً ينتمي إلى طباع ليليث بأنوثتها الطاغية وذكائها المبدع وقوة شخصيتها وكبريائها وشموخها وسحرها الذي لا يقوى رجلٌ على مقاومته ودرء خطره، كما سنجد في نصفها الآخر صفات حواء التي تميل للاستكانة والشعور بالطمأنينة والاتكاء على رجل تستنجد به وتأوي إليه حين تواجهها مصاعب تقف أمامها عاجزة عن تدبر أمرها، وفي المقابل نرى ذاك الرجل الذي يبحث عن ليليث وعن حواء ويحلم بالعثور على المرأة التي تملك القدرة على جمع صفات ليليث وحواء بشكل صارخ في آن معاً، وهو أشبه بالأمر المستحيل، ففي أغلب الأحيان تطغى صفات إحدى المرأتين على الأخرى بنسب متفاوتة، ولعل ذلك ما يبرر للرجل قدرته على الجمع بين حب امرأتين في آن واحد، فنراه عاشقاً لحواء الغالبة على إحداهن، ومفتوناً بشخصية ليليث المتجسِّدة في المرأة الأخرى.

الثلاثاء، 17 يناير 2017

                   بابلية تحكم اشور-Gilgamesh Sumerian
من هي الملكة سميراميس
سميراميس هي ملكة آشورية أسطورية، تـُعرف كذلك بالأسماء سميراميده SEMIRAMIDE، سميراميدا SEMIRAMIDA، أو شميرام SHAMIRAM.
تراكمت الأساطير حول شخصيتها. بـُذِل الجهد الكبير مراراً، للتعرف على من كانت من الأشخاص الحقيقيين. فأحياناً تـُعرَّف على أنها شمـّورمات، الزوجة البابلية للملك شمشي-عضد الخامس (حكم 811 ق.م.–808 ق.م.).
الأساطير التي رواها ديودورس الصقلي، جستن وآخرون من قطسياس من كنيدوس ترسم صورة لها ولعلاقتها بالملك نينوس.
قد أُطلق اسم “سميراميس” على العديد من التماثيل في غرب آسيا، منسية الأصل أو مجهولته، حتى أن كل عمل عظيم من القدم، على ضفاف نهر الفرات أو في إيران، يبدو أنه قد نـُسب إليها، حتى نقش بهستون للملك دريوش.وينسب هيرودوت لها ضفتي الفرات ويدعي كذلك أنه اسمها منقوش على أحد بوابات بابل.
وتحمل العديد من الأماكن في ميديا اسم “سميراميس”، بتعديلات طفيفة، حتى في العصور الوسطى، بل أن أحد الأسماء القديمة لمدينة ڤان كان شميراماگرد SHAMIRAMAGERD.
حسب ما جاء في ويكيبيديا، الموسوعة الحرة، فان سميراميس هي ملكة آشورية عاشت قبل العام 800 عام ق.م. واسمها الحقيقي هو سيمورامات ومعناه الحمامة.
تحكي الأسطورة، انه انسابتْ سيول عارمة ذات يوم على منابع نهر الفرات، ففاض النهر، وتدفقت مياهه، وخرجتْ الأسماك تستلقي على الشاطئ، وكانت بين تلك الأسماك، سمكتان كبيرتان، حيث سبحت السمكتان إلى وسط النهر، وبدأتا بدفع بيضة كبيرة، كانت طافية على السطح، إلى ضفة الفرات، وإذ بحمامة بيضاء كبيرة، تهبط من السماء، وتحتضن البيضة بعيداً عن مجرى النهر،
ورقدت الحمامة على «البيضة» حتى فقًّستْ، ومن داخل البيضة، خرجتْ طفلة رائعة الجمال، من حولها أسراب من الحمام، ترِّفُ بعضها عليها بأجنحتها، لترد عنها حر النهار، وبرد الليل.
ثم بدأت الحمائم تبحث عن غذاء للطفلة، فاهتدت إلى مكان يضع فيه الرعاة ما يصنعون من جبن، وحليب، فتأخذ الحمائم منها بمقدار ما تحمل مناقيرها، لتقدمه للطفلة، التي عاشت مع حمائمها سعيدة، لا تعرف أبداً طعم الشقاء، وقد تنبه الرعاة إلى جبنهم المنقور وحليبهم المنقوص، فقرروا ترك أحدهم ليراقب المكان، وشهد الراعي الحمائم وهي تحط حول الجبن، وتلتقط قطعه الصغيرة، وتملأ مناقيرها بالحليب، وتطير به إلى مكان ليس ببعيد، فأخبر الراعي رفاقه، فتبعوا الحمائم حتى وصلوا إلى حيث صبية ذات جمال رائع، فأخذوها إلى خيامهم، واتفقوا على أن يبيعوها في سوق «نينوى» العظيم. وفي صبيحة ذات يوم، حملوا الفتاة وقد أطلقوا عليها اسم «(سميراميس)»، إلى سوق نينوى. واتفق أن كان ذلك اليوم يوم موسم للزواج، الذي يقام كل عام، حيث تجتمع في السوق الكبير جموع الشبان والشابات، قادمة من كل نواحي المملكة، لينتقي كل شاب عروساً شابة، أو ينتقي صبية يحملها إلى داره فيربيها، إلى أن تبلغ سن الزواج فيتزوجها، أو يقدمها عروساً لأحد أبنائه. كانت ساحة سوق «نينوى» تغص بالشيوخ «الكهول والشبان». دخل الرعاة بالصبية الصغيرة الحسناء إلى حيث يعرضونها للبيع. جلس الرعاة مع الصبية في أول الصف، فشاهدهم «سيما» ناظر مرابط خيول الملك، وكان عقيماً لا ولد له، فهفا قلبله إلى «(سميراميس)» ورغب في تبنيها. ودعا «يما» الرعاة وساومهم عن ثمنها، وعندما تمت الصفقة، عاد بها إلى منزله. ما أن رأت زوجته هذه الصبية ذات الجمال الرائع، حتى فرحت فرحاً غامراً واعتنت بها عنايتها بابنتها، وظلت ترعاها حتى كبرت، واستدارت، وبرزت أنوثتها كأجمل ما تكون النساء!
وفي يوم ما، كان اونس مستشار للملك، يتفقد الجمهور المحتشد، بأمر من الملك، واذا بعينه تقع على (سميراميس)، وهي الآن في عمر مناسب للزواج، فيصعق مذهولاً من جمالها وبراءتها. قام بأخذها معه إلى نينوى، وتزوجها هناك، وصار لهما طفلين، ربما توأمين هما (هيفاتة) و(هيداسغة). يبدوا إنهما كانوا سعداء، أما (سميراميس) فكانت فائقة الذكاء، حيث كانت تقدم لزوجها النصح والمشورة في الأمور الخطيرة، فأصبح ناجحاً في كل مساعيه. 
أثناء ذلك، كان ملك نينوى ينضم الى حملة عسكرية ضد الجارة باكتريا، فأعد جيشاً ضخماً لهذا الغرض، لأنه كان يدرك صعوبة الاستيلاء عليها. بعد الهجوم الأول استطاع أن يسيطر على البلد برمته، ما عدا العاصمة باكترا، التي صمدت. شعر الملك بالحاجة إلى أونس، ولذا أرسل في طلبه، لكن أونس لا يريد مفارقة زوجته الحبيبة، فسألها إن كانت ترغب في مرافقته، ففعلت.
هناك، بعد أن تابعت (سميراميس) سير المعارك، ودرستها بعناية، وضعت العديد من الملاحظات، عن الطريقة التي يدار بها الحصار. فبينما كان القتال جارياً في السهل فقط، ولم يعر المدافعين والمهاجمين للقلعة اي أهمية، طلبت (سميراميس) إرسال مجموعة من الجنود المدربين على القتال في الجبال، إلى المرتفع الشاهق، الذي كان يحمي الموقع. ففعلوا ذلك ملتفين حول خاصرة العدو المدافع، وهكذا وجد الأعداء أنفسهم محاصرين، ولا خيار لهم سوى الاستسلام.
في ثنايا هذه الأحداث، صار الملك (نينوس) شديد الإعجاب ب(سميراميس) لما أبدته من شجاعة ومهارة لحسم المعركة. 
اخذ الملك منذ اللحظة يتمعن في وجهها الساحر، وجمالها المدهش، فأدرك ان قلبه غير قادر على مقاومة سحرها، ولذا، طلب منها أن تكون زوجته وملكته. ثم عرض على أونس أن يأخذ ابنته بدلاً عنها، إلا أن أونس رفض ذلك. مما حدا بالملك، أن يهدده بقلع عينيه، وتحت وطأة الخوف واليأس، استسلم أونس لمطلب الملك، عير انه انهى حياته بعد فترة وجيزة من زواجها من الملك. هكذا افلح نينوس بالزواج من (سميراميس) وصار لهم طفلاً أسمياه (نيناس). بعد موت الملك، اعتلت العرش، كملكة لنينوى عاصمة بلاد النهرين.
حسب الأسطورة الرائجة، قد دام حكمها اثنبن وأربعون عاماً، لكن الواقع أنها كانت تحكم سويةً، مع زوجها الملك، فقط السنوات الخمس الأخيرة، حكمت بمفردها، بعد وفاة زوجها. وقد بدأت حكمها ببناء ضريح فخم في نينوى، تمجيداً لزوجها الملك (نينوس).
من الواضح أن معظم هذه الانجازات، قد نسبتها خطأ الأسطورة إلى (سميراميس)، فليس هي التي بنت بابل، ثم إن الملك العراقي (نبوخذ نصر) هو الذي أشاد هذه الحدائق، تلبية لرغبة زوجته الميدية.
يبدو أن اسم (سميراميس) هو التحريف الإغريقي للاسم العراقي (سمورامات) وهي ملكة حقيقية مقدسة، وهي أم الملك الآشوري (اداد – نيناري الثالث) الذي حكم بين (810- 783 قبل الميلاد) وزوجة الملك شمشي – اداد الخامس، حكم بين (823 – 811 قبل الميلاد)، وهو بدوره ابن شلمنصر الثالث، وقد حكم بين (859 – 824 قبل الميلاد)، وقد تميز حكمها بالغلظة خاصة بين 810- 805 قبل الميلاد.
من المؤكد أن هذه الحكاية الأسطورية، مقتبسة من شخصية حقيقية، هي الملكة العراقية (سمورات). بعد ذلك بقرون طويلة، حرف الإغريق هذا الاسم إلى (سميراميس). وهي أصلها من منطقة بابل، وتزوجت من ملك (نينوى) (شمسو حدد الخامس) (823-811 ق.م). بعد أن توفي زوجها لم يكن يبلغ ابنها ولي العهد (حدد نيراني) (811-783 ق.م) سن الرشد، فاستلمت زوجته (سمير امات) المملكة والحكم، وأصبحت وصية على عرش ولدها لمدة خمس سنوات، حتى بلغ سن الرشد. صحيح أنها استلمت الحكم رسمياً لفترة خمسة سنوات، إلا أنها كانت تشارك بالحكم منذ أيام زوجها، وكذلك مع ابنها.
إن شخصيتها القوية، وذكائها الحاد، وجمالها الأخاذ، جعلها تفرض سطوتها، وتمسك بتلابيب دولة بلاد النهرين، طيلة عشرات السنين. وقد عثر على نقش حجري تذكاري في مدينة (آشور)، وآخر في (كالح)، تصور فيه على أنها الملكة التي حكمت خلفاً لزوجها المتوفى. لم تكتف هذه المرأة العظيمة، بالسلطة السياسية، وإدارة شؤون البلاد، بل تعدتها إلى التأثير في الحياة الدينية، والفكرية والاجتماعية، فهي رغم أنها تشارك سكان آشور، بالحضارة العراقية المشتركة، إلا أن أصلها الجنوبي منحها بعض الخصوصيات المذهبية، والثقافية، حيث تمكنت إن تشيع مثل هذه المؤثرات البابلية على طريقة الحكم، وعلى الكهنوت الآشوري، وعلى عموم الحياة في نينوى. فأضفت نوعاً من الرقة والروحانية الجنوبية، على المذهب الآشوري الذي كان يتسم أكثر، بنوع من تقديس الفحولة، المتمثل بالإله آشور، وكذلك الميل إلى منطق القوة، الحرب. بل حتى أنها نجحت بإبراز ادوار آلهة كانت ثانوية عند الآشوريين، مثل اله الحكمة (نبو). لقد ملكت (سمورامات) كالملوك العظام، حيث أقامت مسلة لتخلد ذكراها في ساحة المسلات في معبد آشور، وقد سجل على هذه المسلة العبارة التالية: ”مسلة سمورامات، ملكة سيد القصر – شمس حدد ملك الكون، ملك آشور، والد حدد نيراني، ملك الكون، ملك آشو،ر وكنة شلما نصر، ملك الجهات الاربعة…“
يعتقد أن (سمورامات)، قد حكمت بصورة مباشرة، أو غير مباشرة، طيلة اثنين واربعين سنة، وقامت بمشاريع عمرانية واسعة، وأهمها بناء مدينة آشور بمعابدها، وقصورها الضخمة، وأحاطتها بالأسوار العالية. من الاعمال الجبارة التي قامت بها هذه الملكة، بناء نفق مقبب من الحجر، تحت مجرى نهر دجلة، ليوصل طرفي المدينة. كذلك قامت بعد ذلك، بفتوحات كثيرة، استطاعت أن تسيطر على مصر وبلاد الشام وبلاد ميديا، ويعتقد أنها ربما قد بلغت الهند.

مصادر داعمه للبحث

ملوك اشور - د.محمد الجميلي

عظمة اشور - هاري ساغز

مقالة سميراميس الاشورية العراقية - توما شماني

حضارة العراق - د.طه ياقر و د.عبدالواحد فاضل و ثامر سليمان

الاثنين، 9 يناير 2017

                               قضية في بابل 

حادثة من بابل الكلدية توضح لنا قوة القانون في بابل وضمانها لحقوق الزوجة :

استلف شخص يدعى (مار-بيتي-ادو-ناتانو) وزوجته التي تدعى (بوناتو) من مصرف (ادين-مردوك) قرضا في تاريخ 4 اذار عام 553ق.م واشترى وكيلهم المكلف صهر الصيرفي (دايان-شوم-ادين) بيتا لهم بسعر (11.5 من ٥.٨ كغ) من الفضة في مدينة بارسيب مساحته 94متر مربع وخلال عدة سنوات سددت قرينته الدين وراق لها القرض المصرفي فقرر (مار-بيتي-ادو-ناتانو) بالطريقة نفسها ان يمتلك في بارسيب بيتا اخر مساحته 96متر مربع وسعره (٩.٥ من 4.٧١٣كغ) من الفضة . فاستدان من زوجته (١.٨كغ) من الفضة من صداقها واستدان معها سوية (٢.٢كغ) من الفضة ايضا من ذلك الصيرفي نفسه وبهذه الطريقة استطاع ان يشتري البيت والذي بسببه نشب خلاف بينه وبين زوجته عام 552ق.م .
ورفعت الزوجة دعوى على زوجها بكمبيالة بحوالي (٣.٥) من الفضة التي على الزوج لاستردادها وربحت الزوجة الدعوى بالمحكمة واجبر زوجها على التنازل عن حقه في البيت المتنازع عليه . وفي الوقت نفسه الزمت المحكمة الزوجين بدفع (٢.٥) من الفضة التي هي دين للصيرفي . وهكذا تتصرف ربات البيوت البابليات عندما يحاول الازواج الاستيلاء على اموالهن او كل ما يعود لهن . وحتى ان هذه الدعوى لم تعكر اطلاقا الوئام بين الزوجين وحتى كان لهم ابنة تدعى (نوبتا) ولم يكن لهما ولدا .
وفي عام 551ق.م تبنى الزوجين طفلا سموه (مار-بيتي-ادو-امارو) وسرعان ما توفي الزوج بعد ذلك واشترت ارملته والولد المتبني بيت ثالث وبواسطة قرض مصرفي . وفي عام 547ق.م ربحت الزوجة الارملة دعوى في المحكمة مع اخ الزوج المتوفي الذي حاول ان يسحب منها ملكية الاخير كونها استيراثا فاقر القاضي وثيقة تبني الولد ومساهمة الزوجة الارملة في امتلاك الممتلكات المتنازع عليها : وظل حق الملكية لهذه الممتلكات الى الزوجة الارملة والولد المتبني والابنة نوبتا).

الجمعة، 6 يناير 2017

                                تتويج اريشكيغال
حزم كور ( اله العالم السفلي الاول ) امره لاختطاف اريشكيغال فانفتح العالم السفلي له و خرج الى الاعالي وفي الليل اختطف اريشكيغال 

ووضعها في عربتة و اتجة نحو العالم الاسفل حيث اقام له العفاريت و الشياطين حفلا كبيرا و هللو لقدومة باريشكيغال

وفرحوا ونصبوا اريشكيغال ملكة على العالم السفلي و في تلك الليلة مات كور العجوز فحزنوا علية وبقيت اريشكيغال في قصرها سجينة العالم الاسفل و ملكتة و الهة الموتى 

الخميس، 5 يناير 2017

                                  مملكة اشنونا

مملكة إشنونـّا هي دويلة سومرية في حدود ( 2028 ق.م. ) قامت بين نهر دجلة وديالي وسفوح جبال زغروس الشرقية وكانت عاصمتها "إيشنونا" في مكان بلدة "تل أسمر" اليوم وقد ظلت هذه الدويلة قائمة إلى ان ضمها حمورابي إلى دولته الكبرى عام 1761 ق.م.

أشنونة Ashnuna هو الاسم القديم لتل أسمر الأثري الواقع في منطقة ديالي في العراق على بعد 35كم شمال شرقي بغداد، حيث بدأت أعمال التنقيب منذ عام 1930-1938 وشملت أربعة تلال هي: تل أسمر وتل خفاجي وتل أجرب وتل إتشالي. وذلك برئاسة هنري فرنكفورت Henri Frankfort بتكليف من معهد الاستشراق الأمريكي في جامعة شيكاغو. واسم أشنونة هو الاسم المستحدث من الاسم القديم «أشنون» وهو اسم غير «سامي» الأصل ولا سومري. وصار يلفظ أشنونة في عصر النهضة السومرية (عصر الأسرة الثالثة في أور) ويعني في اللغة السومرية معبد الأمير. وتبين نتيجة التنقيبات الأثرية أن تل أسمر هو مدينة أشنونة السومرية القديمة التي تعود في تاريخها، بحسب تسلسل الطبقات الحضارية، إلى بداية الألف الثالث ق.م «عصر جمدة نصر»، وتنتهي في النصف الأول من الألف الثاني ق.م.

لم يعثر على لقى مهمة في أشنونة من طبقة عصر «جمدة نصر» باستثناء بعض الأختام الأسطوانية التي تنبئ عن علاقات تجارية واسعة تصل حتى الهند، وبعض المعابد التي جددت في عصور لاحقة حتى عصر أور الثالث. تتوضع طبقة عصر «جمدة نصر» فوق أنقاض طبقات حضارية تصل ثخانتها حتى الأرض البكر إلى 3.5م ولكنها لاتحوي آثاراً ذات أهمية. وعصر «جمدة نصر» في تاريخ أشنونة، هو الأساس لمرحلة بداية عصر السلالة السومرية الثانية التي سادت بلاد الرافدين (2800-2500ق.م)، وعرف هذا العصر باسم أحد ملوكها «ميزيليم» Mesilim وأهم المكتشفات العمرانية في أشنونة من هذا العصر معبد الإله آبو Abu الذي أصبح نموذجاً يقتدى به في بلاد الرافدين، وهو بناء بسيط تحيط به ثلاث غرف للعبادة ذات مداخل جانبية تحيط بصحن البناء المربع. وقد شيد المعبد على سوية الأبنية السكنية في المدينة فأصبح جزءاً من النسيج العمراني المحيط به. وأسلوب بنائه يجعل من العسير على العابد رؤية تمثال الإله مباشرة. والأهم في كل هذا هو كشف دفينة تتألف من اثني عشر تمثالاً لعابدين في قاعة المصلى رقم 2 بالقرب من منصة الإله، وكانت هذه التماثيل منصوبة في الأصل داخل المعبد، تقدمة من المحسنين الورعين لإله المعبد، وقد دفنت داخل المصلى بعد تحطمها حتى لا تبتعد عن رحمة الإله.

واللافت للنظر في هذه التماثيل أنها تختلف في أسلوب نحتها عن الأسلوب الواقعي الذي ساد في عصر «جمدة نصر» في بداية الألف الثالث ق.م، وأسلوب عصري الأسرة الثالثة في أور وأسرة العصر الأكدي، فهي هنا أقرب إلى التجريد والرمزية، إذ لا تظهر ملامح الجسم إلا بالخطوط الأساسية، فتبدو كأنها أفكار مجسدة لا تمت إلى الواقع الحسي بصلة؛ فالعيون تحتل معظم مساحة الوجه، وتظهر كأنها أقنعة تخفي وراءها فكرة ما.

عثر على معبد يعود إلى هذا العصر مجاوراً لقصر يشبه معبد آبو شيدهما حاكم المدينة إيتوريا Ituria لسيده شوسن šu-sin ملك أور (2038- 2028ق.م)، وهذه العادة في تأليه الملوك عرفت أول مرة في حضارة الشرق القديم في العصر الأكدي. وكان نارام سن حفيد صرغون هو أول من ألّه نفسه. ثم اختفت هذه العادة في نهاية عصر مملكة لارسا (سنكرة) (2025-1763ق.م). ومن البقايا العمرانية الأخرى التي عثر عليها في أشنونة أحياء سكنية وسور للمدينة من عصر معبد آبو، أي من بداية عصر الأسرة الثانية إضافة إلى قصر يرقى إلى العصر الأكدي.


أصبحت أشنونة عاصمة لدولة تدعى واروم Warum في مثلث دجلة ـ ديالي بعد سقوط حكم الأسرة الثالثة في أور (2003ق.م). وتحولت إلى قوة عظمى مدة من الزمن في نهاية عصر لارسا، ثم مالبثت أن اندمجت في دولة حمورابي. وقد عثر على عدد كبير من تماثيل أمراء أشنونة في مدينة سوسة Susa الإيرانية التي سلبها ملك عيلام شوتروك ناخونته الأول šutruk- Nahhunte في القرن الثاني عشر ق.م ونقلها إلى عاصمة سوسة. وكان من بين هذه التماثيل رأس حمورابي.

الأربعاء، 4 يناير 2017

                                عشتار و الراعي 
اُلاسطورة


يُقال أن عِشتار ذات جمال باهر لم يشهد له مثيل حتى أوزيس عشقها، ولم يكن أهل الأرض بعيدين ذلك العشق، كانت عشتار تدور بين عالم البشر، بحثاً عن الضحايا حتى وصلت إلى ملوك البشر فكانت تأخذ كل ما يملكون، وتعدهم بالزواج حتى إذا ما أخذت أعز ما يملكون تركتهم وهم يبكونها ليلاً ونهاراً. وبيوم وصلت عشتار إلى راعي أغنام فذهلهُ جمالها، وأغوتهُ عيون الفتاة، فقام بذبح شاة لها لكي تبقى معه لأطول زمن ممكن، فأخذت تأكل عشتار ثم رحلت، وفي اليوم التالي ذبح لها وفي الثالث فعل نفس الشيء، حتى لم يبق لدى الراعي شيء يقدمه لعشتار، سألها البقاء معه ولكنها رفضت وقالت: أنه لا يملك شيء يغريها بالبقاء معه ،فقام الراعي بسرقة شاة وأخذ يبحث عن عشتار ليقدم لها ما سرق، ومن يومها أصبح الراعي ذئباً يسرق من الرعاة على أمل أن تعود عشتار لتجلس معه.