الثلاثاء، 17 يناير 2017

                   بابلية تحكم اشور-Gilgamesh Sumerian
من هي الملكة سميراميس
سميراميس هي ملكة آشورية أسطورية، تـُعرف كذلك بالأسماء سميراميده SEMIRAMIDE، سميراميدا SEMIRAMIDA، أو شميرام SHAMIRAM.
تراكمت الأساطير حول شخصيتها. بـُذِل الجهد الكبير مراراً، للتعرف على من كانت من الأشخاص الحقيقيين. فأحياناً تـُعرَّف على أنها شمـّورمات، الزوجة البابلية للملك شمشي-عضد الخامس (حكم 811 ق.م.–808 ق.م.).
الأساطير التي رواها ديودورس الصقلي، جستن وآخرون من قطسياس من كنيدوس ترسم صورة لها ولعلاقتها بالملك نينوس.
قد أُطلق اسم “سميراميس” على العديد من التماثيل في غرب آسيا، منسية الأصل أو مجهولته، حتى أن كل عمل عظيم من القدم، على ضفاف نهر الفرات أو في إيران، يبدو أنه قد نـُسب إليها، حتى نقش بهستون للملك دريوش.وينسب هيرودوت لها ضفتي الفرات ويدعي كذلك أنه اسمها منقوش على أحد بوابات بابل.
وتحمل العديد من الأماكن في ميديا اسم “سميراميس”، بتعديلات طفيفة، حتى في العصور الوسطى، بل أن أحد الأسماء القديمة لمدينة ڤان كان شميراماگرد SHAMIRAMAGERD.
حسب ما جاء في ويكيبيديا، الموسوعة الحرة، فان سميراميس هي ملكة آشورية عاشت قبل العام 800 عام ق.م. واسمها الحقيقي هو سيمورامات ومعناه الحمامة.
تحكي الأسطورة، انه انسابتْ سيول عارمة ذات يوم على منابع نهر الفرات، ففاض النهر، وتدفقت مياهه، وخرجتْ الأسماك تستلقي على الشاطئ، وكانت بين تلك الأسماك، سمكتان كبيرتان، حيث سبحت السمكتان إلى وسط النهر، وبدأتا بدفع بيضة كبيرة، كانت طافية على السطح، إلى ضفة الفرات، وإذ بحمامة بيضاء كبيرة، تهبط من السماء، وتحتضن البيضة بعيداً عن مجرى النهر،
ورقدت الحمامة على «البيضة» حتى فقًّستْ، ومن داخل البيضة، خرجتْ طفلة رائعة الجمال، من حولها أسراب من الحمام، ترِّفُ بعضها عليها بأجنحتها، لترد عنها حر النهار، وبرد الليل.
ثم بدأت الحمائم تبحث عن غذاء للطفلة، فاهتدت إلى مكان يضع فيه الرعاة ما يصنعون من جبن، وحليب، فتأخذ الحمائم منها بمقدار ما تحمل مناقيرها، لتقدمه للطفلة، التي عاشت مع حمائمها سعيدة، لا تعرف أبداً طعم الشقاء، وقد تنبه الرعاة إلى جبنهم المنقور وحليبهم المنقوص، فقرروا ترك أحدهم ليراقب المكان، وشهد الراعي الحمائم وهي تحط حول الجبن، وتلتقط قطعه الصغيرة، وتملأ مناقيرها بالحليب، وتطير به إلى مكان ليس ببعيد، فأخبر الراعي رفاقه، فتبعوا الحمائم حتى وصلوا إلى حيث صبية ذات جمال رائع، فأخذوها إلى خيامهم، واتفقوا على أن يبيعوها في سوق «نينوى» العظيم. وفي صبيحة ذات يوم، حملوا الفتاة وقد أطلقوا عليها اسم «(سميراميس)»، إلى سوق نينوى. واتفق أن كان ذلك اليوم يوم موسم للزواج، الذي يقام كل عام، حيث تجتمع في السوق الكبير جموع الشبان والشابات، قادمة من كل نواحي المملكة، لينتقي كل شاب عروساً شابة، أو ينتقي صبية يحملها إلى داره فيربيها، إلى أن تبلغ سن الزواج فيتزوجها، أو يقدمها عروساً لأحد أبنائه. كانت ساحة سوق «نينوى» تغص بالشيوخ «الكهول والشبان». دخل الرعاة بالصبية الصغيرة الحسناء إلى حيث يعرضونها للبيع. جلس الرعاة مع الصبية في أول الصف، فشاهدهم «سيما» ناظر مرابط خيول الملك، وكان عقيماً لا ولد له، فهفا قلبله إلى «(سميراميس)» ورغب في تبنيها. ودعا «يما» الرعاة وساومهم عن ثمنها، وعندما تمت الصفقة، عاد بها إلى منزله. ما أن رأت زوجته هذه الصبية ذات الجمال الرائع، حتى فرحت فرحاً غامراً واعتنت بها عنايتها بابنتها، وظلت ترعاها حتى كبرت، واستدارت، وبرزت أنوثتها كأجمل ما تكون النساء!
وفي يوم ما، كان اونس مستشار للملك، يتفقد الجمهور المحتشد، بأمر من الملك، واذا بعينه تقع على (سميراميس)، وهي الآن في عمر مناسب للزواج، فيصعق مذهولاً من جمالها وبراءتها. قام بأخذها معه إلى نينوى، وتزوجها هناك، وصار لهما طفلين، ربما توأمين هما (هيفاتة) و(هيداسغة). يبدوا إنهما كانوا سعداء، أما (سميراميس) فكانت فائقة الذكاء، حيث كانت تقدم لزوجها النصح والمشورة في الأمور الخطيرة، فأصبح ناجحاً في كل مساعيه. 
أثناء ذلك، كان ملك نينوى ينضم الى حملة عسكرية ضد الجارة باكتريا، فأعد جيشاً ضخماً لهذا الغرض، لأنه كان يدرك صعوبة الاستيلاء عليها. بعد الهجوم الأول استطاع أن يسيطر على البلد برمته، ما عدا العاصمة باكترا، التي صمدت. شعر الملك بالحاجة إلى أونس، ولذا أرسل في طلبه، لكن أونس لا يريد مفارقة زوجته الحبيبة، فسألها إن كانت ترغب في مرافقته، ففعلت.
هناك، بعد أن تابعت (سميراميس) سير المعارك، ودرستها بعناية، وضعت العديد من الملاحظات، عن الطريقة التي يدار بها الحصار. فبينما كان القتال جارياً في السهل فقط، ولم يعر المدافعين والمهاجمين للقلعة اي أهمية، طلبت (سميراميس) إرسال مجموعة من الجنود المدربين على القتال في الجبال، إلى المرتفع الشاهق، الذي كان يحمي الموقع. ففعلوا ذلك ملتفين حول خاصرة العدو المدافع، وهكذا وجد الأعداء أنفسهم محاصرين، ولا خيار لهم سوى الاستسلام.
في ثنايا هذه الأحداث، صار الملك (نينوس) شديد الإعجاب ب(سميراميس) لما أبدته من شجاعة ومهارة لحسم المعركة. 
اخذ الملك منذ اللحظة يتمعن في وجهها الساحر، وجمالها المدهش، فأدرك ان قلبه غير قادر على مقاومة سحرها، ولذا، طلب منها أن تكون زوجته وملكته. ثم عرض على أونس أن يأخذ ابنته بدلاً عنها، إلا أن أونس رفض ذلك. مما حدا بالملك، أن يهدده بقلع عينيه، وتحت وطأة الخوف واليأس، استسلم أونس لمطلب الملك، عير انه انهى حياته بعد فترة وجيزة من زواجها من الملك. هكذا افلح نينوس بالزواج من (سميراميس) وصار لهم طفلاً أسمياه (نيناس). بعد موت الملك، اعتلت العرش، كملكة لنينوى عاصمة بلاد النهرين.
حسب الأسطورة الرائجة، قد دام حكمها اثنبن وأربعون عاماً، لكن الواقع أنها كانت تحكم سويةً، مع زوجها الملك، فقط السنوات الخمس الأخيرة، حكمت بمفردها، بعد وفاة زوجها. وقد بدأت حكمها ببناء ضريح فخم في نينوى، تمجيداً لزوجها الملك (نينوس).
من الواضح أن معظم هذه الانجازات، قد نسبتها خطأ الأسطورة إلى (سميراميس)، فليس هي التي بنت بابل، ثم إن الملك العراقي (نبوخذ نصر) هو الذي أشاد هذه الحدائق، تلبية لرغبة زوجته الميدية.
يبدو أن اسم (سميراميس) هو التحريف الإغريقي للاسم العراقي (سمورامات) وهي ملكة حقيقية مقدسة، وهي أم الملك الآشوري (اداد – نيناري الثالث) الذي حكم بين (810- 783 قبل الميلاد) وزوجة الملك شمشي – اداد الخامس، حكم بين (823 – 811 قبل الميلاد)، وهو بدوره ابن شلمنصر الثالث، وقد حكم بين (859 – 824 قبل الميلاد)، وقد تميز حكمها بالغلظة خاصة بين 810- 805 قبل الميلاد.
من المؤكد أن هذه الحكاية الأسطورية، مقتبسة من شخصية حقيقية، هي الملكة العراقية (سمورات). بعد ذلك بقرون طويلة، حرف الإغريق هذا الاسم إلى (سميراميس). وهي أصلها من منطقة بابل، وتزوجت من ملك (نينوى) (شمسو حدد الخامس) (823-811 ق.م). بعد أن توفي زوجها لم يكن يبلغ ابنها ولي العهد (حدد نيراني) (811-783 ق.م) سن الرشد، فاستلمت زوجته (سمير امات) المملكة والحكم، وأصبحت وصية على عرش ولدها لمدة خمس سنوات، حتى بلغ سن الرشد. صحيح أنها استلمت الحكم رسمياً لفترة خمسة سنوات، إلا أنها كانت تشارك بالحكم منذ أيام زوجها، وكذلك مع ابنها.
إن شخصيتها القوية، وذكائها الحاد، وجمالها الأخاذ، جعلها تفرض سطوتها، وتمسك بتلابيب دولة بلاد النهرين، طيلة عشرات السنين. وقد عثر على نقش حجري تذكاري في مدينة (آشور)، وآخر في (كالح)، تصور فيه على أنها الملكة التي حكمت خلفاً لزوجها المتوفى. لم تكتف هذه المرأة العظيمة، بالسلطة السياسية، وإدارة شؤون البلاد، بل تعدتها إلى التأثير في الحياة الدينية، والفكرية والاجتماعية، فهي رغم أنها تشارك سكان آشور، بالحضارة العراقية المشتركة، إلا أن أصلها الجنوبي منحها بعض الخصوصيات المذهبية، والثقافية، حيث تمكنت إن تشيع مثل هذه المؤثرات البابلية على طريقة الحكم، وعلى الكهنوت الآشوري، وعلى عموم الحياة في نينوى. فأضفت نوعاً من الرقة والروحانية الجنوبية، على المذهب الآشوري الذي كان يتسم أكثر، بنوع من تقديس الفحولة، المتمثل بالإله آشور، وكذلك الميل إلى منطق القوة، الحرب. بل حتى أنها نجحت بإبراز ادوار آلهة كانت ثانوية عند الآشوريين، مثل اله الحكمة (نبو). لقد ملكت (سمورامات) كالملوك العظام، حيث أقامت مسلة لتخلد ذكراها في ساحة المسلات في معبد آشور، وقد سجل على هذه المسلة العبارة التالية: ”مسلة سمورامات، ملكة سيد القصر – شمس حدد ملك الكون، ملك آشور، والد حدد نيراني، ملك الكون، ملك آشو،ر وكنة شلما نصر، ملك الجهات الاربعة…“
يعتقد أن (سمورامات)، قد حكمت بصورة مباشرة، أو غير مباشرة، طيلة اثنين واربعين سنة، وقامت بمشاريع عمرانية واسعة، وأهمها بناء مدينة آشور بمعابدها، وقصورها الضخمة، وأحاطتها بالأسوار العالية. من الاعمال الجبارة التي قامت بها هذه الملكة، بناء نفق مقبب من الحجر، تحت مجرى نهر دجلة، ليوصل طرفي المدينة. كذلك قامت بعد ذلك، بفتوحات كثيرة، استطاعت أن تسيطر على مصر وبلاد الشام وبلاد ميديا، ويعتقد أنها ربما قد بلغت الهند.

مصادر داعمه للبحث

ملوك اشور - د.محمد الجميلي

عظمة اشور - هاري ساغز

مقالة سميراميس الاشورية العراقية - توما شماني

حضارة العراق - د.طه ياقر و د.عبدالواحد فاضل و ثامر سليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق