الأحد، 22 يناير 2017

                             ديوجين فيلسوف بابل
الفيلسوف ديوجين البابلي :

ديوجين هذا الذي ينعت بالسلوسي (او السلوقي ايضا نسبة الى مسقط رأسه مدينة سلوكيا او سلوقيا قرب بغداد وتسمى "تل عمر" حاليا)، هو فيلسوف رواقي عراقي الاصل ولد في عام 240 ق. م. ودرس في بابل وسلوكيا وبورسيبا قبل ان ينتقل الى اليونان حيث برز فيلسوفا ودبلوماسيا لامعا قبل وفاته في عام 150 ق.م عن عمر تجاوز المائة عام. وكان ديوجين (ويعني اسمه "صنع الله" وهو اسم اغريقي مركب من كلمتي "Dio" وتعني الله، و"Gen" وتعني الصنع او الخلق او التكوين)، يلقب من مؤرخي الفلسفة اليونانيون بـ "مصباح الحكمة" للمستوى العقلي الرفيع الذي تميز به. وقد كلف ديوجين البابلي بعدد من مهمات حل النزاعات في اليونان واشتهر بالحكمة والخطابة والذهن الوقاد كما افتتح في اثينا مدرسة لتدريس الفلسفة والخطابة للمثقفين اليونانيين والرومان وقد برز عدد منهم لاحقا واحتلوا مناصب عليا، فيما ارسل هو سفيرا لأثينا في روما. 
وقد نقل ديوجين الكثير من المفاهيم البابلية في الفلسفة والمنطق والفلك والقانون والدبلوماسية الى اليونان حيث كان اول من دافع عن مبدأ الملكية الخاصة، واول من استخدم دليل سبب الوجود (السبب الانطولوجي) لاثبات وجود الله قبل ديكارت بنحو الفي عام، وتنبأ بحدوث تقلبات فلكية. واشتهر من افكاره مبدأ وجوب توظيف العقل في فهم الاشياء المتوافقة مع الطبيعة ورفض الاشياء المضادة له. وله آثار شهيرة اهمها دروسه حول "الاصوات" و"حول الجدل" و" حول الموسيقى" و"حول الخطابة" و"حول اثينا"، و"حول الزواج" وحول "تجاوز الحزن" كما له كتاب في الفلك بعنوان (حول النجوم) يعتمد على مراقبة النجوم، استقى منه شيشرون معظم مواد كتابه عن التنجيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق