الاثنين، 9 يناير 2017

                               قضية في بابل 

حادثة من بابل الكلدية توضح لنا قوة القانون في بابل وضمانها لحقوق الزوجة :

استلف شخص يدعى (مار-بيتي-ادو-ناتانو) وزوجته التي تدعى (بوناتو) من مصرف (ادين-مردوك) قرضا في تاريخ 4 اذار عام 553ق.م واشترى وكيلهم المكلف صهر الصيرفي (دايان-شوم-ادين) بيتا لهم بسعر (11.5 من ٥.٨ كغ) من الفضة في مدينة بارسيب مساحته 94متر مربع وخلال عدة سنوات سددت قرينته الدين وراق لها القرض المصرفي فقرر (مار-بيتي-ادو-ناتانو) بالطريقة نفسها ان يمتلك في بارسيب بيتا اخر مساحته 96متر مربع وسعره (٩.٥ من 4.٧١٣كغ) من الفضة . فاستدان من زوجته (١.٨كغ) من الفضة من صداقها واستدان معها سوية (٢.٢كغ) من الفضة ايضا من ذلك الصيرفي نفسه وبهذه الطريقة استطاع ان يشتري البيت والذي بسببه نشب خلاف بينه وبين زوجته عام 552ق.م .
ورفعت الزوجة دعوى على زوجها بكمبيالة بحوالي (٣.٥) من الفضة التي على الزوج لاستردادها وربحت الزوجة الدعوى بالمحكمة واجبر زوجها على التنازل عن حقه في البيت المتنازع عليه . وفي الوقت نفسه الزمت المحكمة الزوجين بدفع (٢.٥) من الفضة التي هي دين للصيرفي . وهكذا تتصرف ربات البيوت البابليات عندما يحاول الازواج الاستيلاء على اموالهن او كل ما يعود لهن . وحتى ان هذه الدعوى لم تعكر اطلاقا الوئام بين الزوجين وحتى كان لهم ابنة تدعى (نوبتا) ولم يكن لهما ولدا .
وفي عام 551ق.م تبنى الزوجين طفلا سموه (مار-بيتي-ادو-امارو) وسرعان ما توفي الزوج بعد ذلك واشترت ارملته والولد المتبني بيت ثالث وبواسطة قرض مصرفي . وفي عام 547ق.م ربحت الزوجة الارملة دعوى في المحكمة مع اخ الزوج المتوفي الذي حاول ان يسحب منها ملكية الاخير كونها استيراثا فاقر القاضي وثيقة تبني الولد ومساهمة الزوجة الارملة في امتلاك الممتلكات المتنازع عليها : وظل حق الملكية لهذه الممتلكات الى الزوجة الارملة والولد المتبني والابنة نوبتا).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق